صفحة جزء
5799 [ ص: 187 ] 174 - حدثنا أصبغ، قال: أخبرني عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب أن الهيثم بن أبي سنان أخبره أنه سمع أبا هريرة في قصصه يذكر النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن أخا لكم لا يقول الرفث، يعني بذاك ابن رواحة؛ قال:


وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الفجر ساطع     أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا
به موقنات أن ما قال واقع     يبيت يجافي جنبه عن فراشه
إذا استثقلت بالكافرين المضاجع

.


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله:

إذا استثقلت بالكافرين المضاجع

.

فإن هذا ذم لهم، وهو عين الهجو.
وأصبغ، بالغين المعجمة، ابن الفرج أبو عبد الله المصري، وهو من أفراده. والهيثم، بفتح الهاء وسكون الياء آخر الحروف وفتح الثاء المثلثة، ابن سنان، بكسر السين المهملة وتخفيف النون الأولى.

والحديث مضى في التهجد في باب: فضل من تعار من الليل فصلى؛ فإنه أخرجه هناك عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب.. إلخ.

قوله: " في قصصه" بفتح القاف وكسرها؛ فبالفتح: الاسم، وبالكسر: جمع قصة، والقص في الأصل البيان. قوله: " الرفث"؛ أي: الفحش. قوله: " ابن رواحة" هو عبد الله بن رواحة، والأبيات المذكورة من البحر الطويل، و"الساطع" المرتفع، و"العمى" الضلال.

قوله: " بالكافرين"، وفي رواية الكشميهني: " بالمشركين". قوله: " استثقلت" من الثقل، بالثاء المثلثة والقاف، وفي البيت الأول إشارة إلى علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الثالث إلى عمله، فهو كامل علما وعملا، وفي الثاني إلى تكميل الغير فهو كامل مكمل صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية