صفحة جزء
5856 وقال إسحاق: سمعت أنسا: مات ابن لأبي طلحة، فقال: كيف الغلام؟ قالت أم سليم: هدأ نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح، وظن أنها صادقة.


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " هدأ نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح"؛ فإن أم سليم ورت بكلامها هذا أن الغلام انقطع بالكلية بالموت، وأبو طلحة فهم من ذلك أنه تعافى. وإسحاق هذا ابن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، وأبو طلحة اسمه زيد، وهو زوج أم سليم أم أنس، وهذا التعليق سقط من رواية النسفي، وهو طرف من حديث مطول أخرجه البخاري في الجنائز في باب: من لم يظهر حزنه عند المصيبة، قال: حدثني بشر بن الحكم، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا [ ص: 219 ] إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول.. الحديث. قوله: " هدأ نفسه" من هدأ، بالهمز، هدوءا؛ إذا سكن، و"نفسه" بفتح الفاء مفرد الأنفاس، وبسكونها مفرد النفوس. أرادت به سكون النفس لا يسمى كذبا بالموت والاستراحة من بلاء الدنيا، ولم تكن صادقة فيما ظنه أبو طلحة وفهمه من ظاهر كلامها، ومثل هذا لا يسمى كذبا على الحقيقة، بل يسمى مندوحة عن الكذب.

التالي السابق


الخدمات العلمية