صفحة جزء
5860 وقوله تعالى: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت


[ ص: 221 ] و"قوله" بالجر عطف على "رفع البصر"، وفي رواية أبي ذر إلى قوله: كيف خلقت وزاد الأصيلي وغيره: وإلى السماء كيف رفعت وهذا أولى; لأن الاستدلال في جواز رفع البصر إلى السماء بقوله: وإلى السماء كيف رفعت؛ أي: أولا ينظرون إلى السماء كيف رفعت، وهي قائمة على غير عمد، وقد ذكر المفسرون في تخصيص الإبل بالذكر وجوها كثيرة، منها: ما قاله الكلبي: أنها تنهض بحملها وهي باركة. ومنها: ما قاله مقاتل: أنها عيس العرب، وأعز الأموال عندهم. ومنها: ما قاله الحسن حين سئل عن هذه الآية، وقيل له: الفيل أعظم في الأعجوبة: إن العرب بعيدة العهد بها، فلا يركب ظهرها، ولا يؤكل لحمها، ولا يحلب درها. ومنها: ما قيل: إنها في عظمها للحمل الثقيل تنقاد للقائد الضعيف. وقال قتادة: ذكر الله ارتفاع سرر الجنة وفرشها، فقالوا: كيف نصعدها؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

التالي السابق


الخدمات العلمية