1. الرئيسية
  2. عمدة القاري شرح صحيح البخاري
  3. كتاب الاستئذان
  4. باب قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها
صفحة جزء
5874 وقال سعيد بن أبي الحسن للحسن: إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن؛ قال: اصرف بصرك عنهن. قول الله عز وجل: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم

، وقال قتادة: عما لا يحل لهم.


وجه ذكر هذا عقيب ذكر الآيات الثلاث المذكورة الإشارة إلى أن أصل مشروعية الاستئذان الاحتراز من وقوع النظر إلى ما لا يريد صاحب المنزل النظر إليه لو دخل بلا إذن، ثم قوله: " وقال سعيد بن أبي الحسن.." إلى آخر ما ذكرناه؛ كذا هو في رواية الكشميهني، فالحسن استدل بالآية المذكورة، وذكر البخاري أثر قتادة تفسيرا لها. وسعيد بن أبي الحسن هو أخو الحسن البصري، تابعي ثقة، قال البخاري: مات قبل الحسن البصري. قوله: " قال: اصرف"؛ أي: قال الحسن البصري لأخيه: اصرف بصرك عنهن. قوله: " قول الله عز وجل "، ويروى: "يقول الله تعالى"، ذكره في معرض الاستدلال، ويجوز في "قول الله" الرفع والنصب؛ أما الرفع فعلى أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا قول الله، وأما النصب فعلى تقدير: اقرأ قول الله عز وجل. وأثر قتادة أخرجه ابن أبي حاتم من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله تعالى: ويحفظوا فروجهم قال: عما لا يحل لهم. ووقع في غير رواية الكشميهني بعد قوله: "اصرف بصرك"، فقول الله عز وجل: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم .. إلى آخره، وعلى هذه الرواية، وهي رواية الأكثرين، تكون ترجمة مستأنفة.

التالي السابق


الخدمات العلمية