صفحة جزء
5949 وقال قتادة: توبوا إلى الله توبة نصوحا: الصادقة الناصحة.


هذا التعليق وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة، وفسر قتادة التوبة النصوح بالصادقة الناصحة، وقال صاحب [ ص: 280 ] (العين) التوبة النصوح الصادقة، وقيل: سميت بذلك; لأن العبد ينصح فيها نفسه ويقيها النار، وأصل "نصوحا": منصوحا فيها، إلا أنه أخبر عنها باسم الفاعل للنصح، على ما ذكره سيبويه عن الخليل في قوله: عيشة راضية أي: ذات رضى، وكذلك توبة نصوحا؛ أي: ينصح فيها، وقال أبو إسحاق: بالغة في النصح، وهي الخياطة، كأن العصيان يخرق والتوبة ترقع، والنصاح، بالكسر، الخيط الذي يخاط به، والناصح الخياط، والنصيحة الاسم، والنصح، بالضم، المصدر، وهو بمعنى الإخلاص والخلوص والصدق، وقال الأصمعي: الناصح الخالص من العسل وغيره مثل الناصع، وكل شيء خلص فقد نصح، قال الجوهري: نصحتك نصحا ونصاحة، يقال: نصحه ونصح له، وهو باللام أفصح؛ قال الله تعالى وأنصح لكم ورجل ناصح الجيب؛ أي: نقي القلب، وانتصح فلان، أي: قبل النصيحة.

التالي السابق


الخدمات العلمية