صفحة جزء
5953 8 - حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن عبد الملك، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: باسمك أموت وأحيا، وإذا قام قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور. .


هذا أوضح ما أبهمه في الترجمة; لأن فيه الإرشاد إلى ما يقول الشخص عند النوم وزيادة ما يقول عند قيامه من النوم.

وأخرجه عن قبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن ربعي، بكسر الراء وسكون الباء الموحدة وبالعين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف، ابن حراش، بكسر الحاء المهملة وتخفيف الراء وبالشين المعجمة، عن حذيفة بن اليمان، وفي بعض النسخ لم يذكر اليمان.

والحديث أخرجه البخاري أيضا في التوحيد عن مسلم بن إبراهيم، وأخرجه أبو داود في الأدب عن أبي بكر عن وكيع، وأخرجه الترمذي عن عمر بن إسماعيل، وفي الشمائل عن محمود بن غيلان، وأخرجه النسائي في اليوم والليلة عن عمرو بن منصور وغيره، وأخرجه ابن ماجه في الدعاء عن علي بن محمد عن وكيع.

قوله: "إذا أوى" بقصر الهمزة؛ أي: إذا دخل في فراشه. قوله: "قال: باسمك أموت"؛ أي: بذكر اسمك أحيا ما حييت وعليه أموت، ويسقط بهذا سؤال من يقول: بالله الحياة والموت لا باسمه، قيل: فيه دلالة على أن الاسم عين المسمى، وأجيب بلا، ولا سيما أن لفظ الاسم يحتمل أن يكون مقحما؛ كقوله: إلى الحول ثم اسم السلام عليكما .

قوله: "وإليه النشور"؛ أي: الإحياء للبعث يوم القيامة، قيل: هذا ليس إحياء ولا إماتة; بل إيقاظ وإنامة، وأجيب بأن الموت عبارة عن انقطاع تعلق الروح بالبدن، وذلك قد يكون ظاهرا فقط، وهو النوم؛ ولهذا يقال: إنه أخو الموت أو ظاهرا وباطنا، وهو الموت المتعارف أو أطلق الإحياء والإماتة على سبيل التشبيه، وهو استعارة مصرحة، وقال أبو إسحاق الزجاج: النفس التي تفارق الإنسان عند النوم هي التي للتمييز، والتي تفارقه عند الموت هي التي للحياة، وهي التي تزول معها النفس وسمى النوم موتا; لأنه يزول معه العقل والحركة تمثيلا وتشبيها. .

التالي السابق


الخدمات العلمية