صفحة جزء
5972 27 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة، حدثنا سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، قال رجل من القوم: أي عامر! لو أسمعتنا من هنيهاتك، فنزل يحدو بهم يذكر:

تالله لولا الله ما اهتدينا

. وذكر شعرا غير هذا، ولكني لم أحفظه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا السائق؟ قالوا: عامر بن الأكوع، قال: يرحمه الله! وقال رجل من القوم: يا رسول الله، لولا متعتنا به. فلما صاف القوم قاتلوهم، فأصيب عامر بقائمة سيف نفسه، فمات، فلما أمسوا أوقدوا نارا كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذه النار؟ على أي شيء توقدون؟ قالوا:
على حمر إنسية، فقال: أهريقوا ما فيها وكسروها، قال رجل: يا رسول الله، ألا نهريق ما فيها ونغسلها؟ قال: أو ذاك.



مطابقته للترجمة في قوله: "يرحم الله". ويحيى القطان.

والحديث قد مضى في أول غزوة خيبر مطولا، ومضى في المظالم مختصرا، وفي الذبائح أيضا، ومضى الكلام فيه.

قوله: "فقال: رجل من القوم" هو عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. قوله: " أي عامر!" ويروى [ ص: 296 ] يا عامر، وكلاهما سواء، وعامر هو ابن الأكوع عم سلمة راوي الحديث، وقال الكرماني: وقيل: أخوه. قوله: "هنيهاتك" بضم الهاء وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف وبالهاء؛ جمع هنيهة، ويروى: هنياتك، بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء آخر الحروف؛ جمع هنية تصغير هنة، وأصله: هنوة، ويروى: هناتك، بفتح الهاء وبعد الألف تاء الجمع، وهو جمع هنة، والمراد من الكل الأشعار القصار؛ كالأراجيز القصار. قوله: "يذكر" ويروى: فذكر، قيل: المذكور ليس شعرا. وأجيب بأن المقصود هو هذا المصراع وما بعده من المصاريع الأخر على ما مر في الجهاد، وقيل: قد مر أن الارتجاز بهذه الأراجيز كان في حفر الخندق، وأجيب بأنه لا منافاة بينهما؛ لجواز وقوع الأمرين جميعا. قوله: "وذكر شعرا غيره"؛ القائل بقوله: "ذكر" هو يحيى راوي الحديث، والذاكر هو يزيد بن أبي عبيد. قوله: "لولا متعتنا به"؛ أي: وجبت الشهادة له بدعائك وليتك تركته لنا. وقال ابن عبد البر: كانوا قد عرفوا أنه صلى الله تعالى عليه وسلم ما استرحم لإنسان قط في غزاة يخصه به إلا استشهد، فلما سمع عمر رضي الله تعالى عنه ذلك قال: لو متعتنا بعامر. قوله: "على حمر إنسية"؛ أي: أهلية. قوله: "ألا نهريق؟"؛ أي: ألا نريق، والهاء زائدة. قوله: "أو ذاك"؛ أي: افعلوا الإراقة والغسل، ولا تكسروا القدور; لأنها بالغسل تطهر.

التالي السابق


الخدمات العلمية