صفحة جزء
625 48 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا حميد، عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا بني سلمة ألا تحتسبون آثاركم.


مطابقته للترجمة ظاهرة، ورجاله قد ذكروا، وحوشب بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفتح الشين المعجمة، وفي آخره باء موحدة، وعبد الوهاب ابن عبد المجيد الثقفي البصري، وحميد ابن أبي حميد الطويل .

(ومن لطائف إسناده) أن فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد في موضع، والعنعنة في موضع، وفيه أن شيخه من أفراده، وفيه أن رواته ما بين طائفي وبصري، وفيه القول في أربعة مواضع.

قوله: " يا بني سلمة " بفتح السين وكسر اللام وهم بطن كبير من الأنصار ثم من الخزرج، وقال القزاز والجوهري : وليس في العرب سلمة غيرهم.

(قلت): ليس الأمر كذلك، فإن ابن ماكولا والرشاطي وابن حبيب ذكروا جماعات غيرهم.

قوله: " ألا تحتسبون " كلمة ألا للتنبيه والتحضيض ومعناه ألا تعدون خطاكم عند مشيكم إلى المسجد إنما خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حين أرادوا النقلة إلى قرب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وعند مسلم من حديث جابر رضي الله تعالى عنه " خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال [ ص: 173 ] لهم: إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا إلى قرب المسجد، قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك، فقال: يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم " وفي لفظ " كانت ديارنا نائية من المسجد فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقرب من المسجد، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن لكم بكل خطوة درجة "، وعند ابن ماجه من حديث ابن عباس " كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يتقربوا، فنزلت: ونكتب ما قدموا وآثارهم ، قال: فثبتوا " زاد عبد بن حميد في تفسيره " فقالوا: بل نثبت مكاننا " وقوله: " تحتسبون " بنون الجمع على الأصل في عامة النسخ، وشرحه الكرماني بحذف النون، فقال: (فإن قلت): ما وجه سقوط النون؟

(قلت): جوز النحاة إسقاط النون بدون ناصب وجازم.

التالي السابق


الخدمات العلمية