صفحة جزء
6042 - باب فضل التسبيح


أي : هذا باب في بيان فضل التسبيح وهو قول : سبحان الله ، وهو أي لفظ سبحان الله اسم مصدر وهو التسبيح ، وقيل : بل سبحان مصدر لأنه سمع له فعل ثلاثي وهو من الأسماء اللازمة للإضافة ، وقد يفرد ، وإذا أفرد منع الصرف للتعريف وزيادة الألف والنون كقوله :


أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر

وجاء منونا كقوله :


سبحانه ثم سبحانا يعود له     وقبلنا سبح الجودي والجمد

فقيل : صرف ضرورة ، وقيل : هو بمنزلة قبل وبعد إن نوى تعريفه بقي على حاله ، وإن نكر أعرب منصرفا ، وهذا البيت يساعد على كونه مصدرا لا اسم مصدر ولوروده منصرفا ، ولقائل القول الأول أن يجيب عنه بأن هذا نكرة لا معرفة وهو من الأسماء اللازمة النصب على المصدرية ، فلا ينصرف ، والناصب له فعل مقدر لا يجوز إظهاره ، وعن الكسائي : إنه منادى تقديره يا سبحانك ، ومنعه جمهور النحويين وهو مضاف إلى المفعول أي : سبحت الله ، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل أي : نزه الله نفسه ، والأول هو المشهور ومعناه تنزيه الله عما لا يليق به من كل نقص ، فيلزم نفي الشريك والصاحبة والولد وجميع الرذائل ، ويطلق التسبيح ويراد به جميع ألفاظ الذكر ، ويطلق ويراد به الصلاة النافلة ، وقال ابن الأثير : وأصل التسبيح التنزيه من النقائص ، ثم استعمل في مواضع تقرب منه اتساعا ، يقال : سبحته أسبحه تسبيحا وسبحانا ، ويقال أيضا للذكر والصلاة النافلة سبحة ، يقال : قضيت سبحتي ، والسبحة من التسبيح كالسخرة من التسخير .

التالي السابق


الخدمات العلمية