صفحة جزء
6056 - باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر لقوله : أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير يعني : الشيب .


[ ص: 36 ] أي : هذا باب في بيان حال من بلغ ستين سنة من العمر .

قوله : " فقد أعذر الله إليه " أي : أزال الله عذره فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية ، ولا يكون له على الله بعد ذلك حجة ، فالهمزة في أعذر للسلب وحاصل المعنى أقام الله عذره في تطويل عمره وتمكينه من الطاعة مدة مديدة ، واحتج في ذلك بقوله عز وجل أولم نعمركم الآية .

قوله : " يعني الشيب " لم يثبت إلا في رواية أبي ذر وحده .

قوله : أولم نعمركم قال الزمخشري : هذا توبيخ من الله تعالى يعني فيقول لهم وهو متناول لكل عمر تمكن فيه المكلف من إصلاح شأنه وإن قصر إلا أن التوبيخ في المتطاول أعظم . انتهى .

واختلفوا في المراد بالتعمير في الآية على أقوال ، فعن مسروق أنه أربعون سنة ، وعن مجاهد عن ابن عباس : ست وأربعون سنة ، وعن ابن عباس : سبعون سنة ، وعن سهل بن سعد : ستون سنة ، وعن أبي هريرة : من عمر ستين سنة أو سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر .

قوله : وجاءكم النذير اختلفوا فيه ، فقيل : الرسول ، وعن زيد بن علي : القرآن ، وعن عكرمة وسفيان بن عيينة ووكيع : الشيب وهو الأصح .

التالي السابق


الخدمات العلمية