صفحة جزء
6061 [ ص: 39 ] 13 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن موسى بن عقبة قال ابن شهاب : حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره ، أن عمرو بن عوف وهو حليف لبني عامر بن لؤي كان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي ، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين ، فسمعت الأنصار بقدومه فوافته صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرف تعرضوا له ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ، وقال : أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة وأنه جاء بشيء ؟ قالوا : أجل يا رسول الله ، قال : فأبشروا وأملوا ما يسركم ، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتلهيكم كما ألهتهم .


مطابقته للترجمة في قوله : " فتنافسوها . . . إلى آخره " وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش يروي عن عمه موسى بن أبي عياش الأسدي مولى الزبير بن العوام ، وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري ، والمسور بكسر الميم ابن مخرمة بفتح الميم ، وعمرو بن عوف الأنصاري .

وفي هذا السند إسماعيل بن إبراهيم من أفراد البخاري ، وفيه ثلاثة من التابعين في نسق وهم : موسى وابن شهاب وعروة بن الزبير ، وفيه صحابيان وهما المسور وعمرو بن عوف وكلهم مدنيون .

والحديث مضى في باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب ، فإنه أخرجه هناك عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ، عن عمرو بن عوف الأنصاري . . . إلى آخره ، ومضى الكلام فيه مستقصى هناك .

قوله : " إلى البحرين " سقط لفظ إلى البحرين في رواية الأكثرين ، وثبت في رواية الكشميهني .

قوله : " فقدم أبو عبيدة بمال " كان قدوم أبي عبيدة سنة عشر قدم بمائة ألف وثمانين ألف درهم ، كذا في ( جامع المختصر ) ، وقال قتادة : كان المال ثمانين ألفا ، وقال الزهري : قدم به ليلا ، وقال ابن حبيب : هو أكثر مال قدم به على رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، وقال قتادة : وصب على حصير وفرقه ، وما أحرم منه سائلا ، وكان أهل البحرين مجوسا ويستفاد منه : أخذ الجزية من المجوس ، وفيه خلاف بين الفقهاء .

قوله : " فوافته " ويروى : فوافت بدون الضمير وهو رواية المستملي والكشميهني ، وفي رواية غيرهما : فوافقت من الموافقة ، ووافت من الموافاة وهو الإتيان .

قوله : " فأبشروا " بهمزة القطع .

قوله : " وأملوا " من التأميل من الأمل وهو من.

قوله : " ما يسركم " في محل النصب لأنه مفعول أملوا .

قوله : " ما الفقر " منصوب بتقدير ما أخشى الفقر وحذف لأن " أخشى عليكم " مفسر له ، وقال الطيبي : فائدة تقديم المفعول هنا الاهتمام بشأن الفقر ، قيل : يجوز رفع الفقر بتقدير ضمير أي : ما الفقر أخشاه عليكم ، وقيل : هذا مخصوص بالشعر ، ومضى تفسير التنافس عن قريب .

قوله : " وتلهيكم " أي : تشغلكم عن الآخرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية