صفحة جزء
6064 16 حدثني محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة قال : سمعت أبا جمرة قال : حدثني زهدم بن مضرب قال : سمعت عمران بن حصين رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، قال عمران : فما أدري قال النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد قوله : مرتين أو ثلاثا ، ثم يكون بعدهم قوم لا يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يفون ، ويظهر فيهم السمن .


مطابقته للترجمة تؤخذ من معنى الحديث ; لأن ارتكاب الأمور المذكورة كلها من الميل إلى الدنيا وزهرتها ، وغندر محمد بن جعفر ، وأبو جمرة بالجيم والراء نصر بن عمران الضبعي ، وروى شعبة عن أبي حمزة بالحاء المهملة والزاي ، لكنه عند مسلم دون البخاري ، وليس لشعبة في البخاري عن أبي جمرة بهذه الصورة إلا عن نصر بن عمران وزهدم بفتح الزاي على وزن جعفر بن مضرب ، على صيغة اسم الفاعل من التضريب .

والحديث مضى في كتاب الشهادات في باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد ، فإنه أخرجه هناك عن آدم عن شعبة ، عن أبي جمرة . . . إلى آخره ، ومضى الكلام فيه .

قوله : " لا يستشهدون " على صيغة المجهول وشهادة الحسبة مستثناة منه .

قوله : " ويخونون " أي : يخونون خيانة ظاهرة ، بحيث لا يبقى معها للناس اعتماد عليهم .

قوله : " ويظهر فيهم السمن " أي : يتكبرون بما ليس فيهم من الشرف ، أو يجمعون الأموال ، أو يغفلون عن أمر الدين ، ويقللون الاهتمام به ; لأن الغالب على السمين أن لا يهتم بالرياضة ، والظاهر أنه حقيقة لكن المفهوم منه ما يستكسبه لا الخلقي .

التالي السابق


الخدمات العلمية