صفحة جزء
628 51 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة.


مطابقته للترجمة ظاهرة.

هذا الحديث إلى قوله: " لا يزال أحدكم " ذكره البخاري في باب الحدث في المسجد، أخرجه عن عبد الله بن يوسف عن مالك إلى آخره نحوه، غير أن هناك أن الملائكة تصلي، وأبو الزناد بالزاي والنون عبد الله بن ذكوان، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز، وقوله: " لا يزال أحدكم " إلى آخره أفرده مالك في (موطئه) عما قبله، وأكثر الرواة ضموه إلى الأول، وجعلوه حديثا واحدا وذكر البخاري في باب فضل الجماعة حديث أبي هريرة مطولا، وفيه " لا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة ".

قوله: " تصلي على أحدكم " قد ذكرنا غير مرة أن الصلاة من الملائكة الاستغفار.

(فإن قلت): ما النكتة في لفظ الصلاة دون لفظ الاستغفار.

(قلت): لتقع المناسبة بين العمل والجزاء.

قوله: " ما دام " كلمة ما للمدة في الموضعين ومعناه ما دام في موضعه الذي يصلي فيه منتظرا للصلاة كما صرح به البخاري في الطهارة من وجه آخر.

قوله: " اللهم اغفر له " بيان لقوله: " تصلي " وفيه مقدر وهو إما لفظ: تقول الملائكة: اللهم اغفر له، وإما قائلين: اللهم، وعلى التقديرين كلاهما بالنصب على الحال.

قوله: " في صلاة " أي: في ثواب صلاة لا في حكم الصلاة، ألا ترى أنه يحل له الكلام وغيره مما يمنع الصلاة ".

قوله: " ما دامت " وفي رواية الكشميهني " ما كانت ".

قوله: " لا يمنعه " جملة من الفعل والمفعول.

قوله: " أن ينقلب " فأن مصدرية في محل الرفع على الفاعلية تقديره لا يمنعه الانقلاب أي: الرواح إلى أهله، إلا الصلاة، وكلمة " إلا " بمعنى غير، وهذا يقتضي أنه صرف نيته عن ذلك صارف آخر، انقطع عنه الثواب المذكور، وكذلك إذا شارك نية الانتظار أمر آخر ويدخل في ذلك من أشبههم في المعنى ممن حبس نفسه على أفعال البر كلها.

التالي السابق


الخدمات العلمية