صفحة جزء
6076 وقال الله تعالى : زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا


سيقت هذه الآية كلها في رواية كريمة ، وفي رواية أبي ذر زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين الآية ، وفي رواية أبي زيد المروزي حب الشهوات الآية ، وكانت رواية الإسماعيلي مثل رواية أبي ذر ، وزاد : إلى قوله : ذلك متاع الحياة الدنيا

قوله : زين للناس أي : في هذه الدنيا من أنواع الملاذ من النساء ، فبدأ بهن لأن الفتنة بهن أشد لقوله صلى الله عليه وسلم في ( الصحيح ) : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " فإذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه لقوله صلى الله عليه وسلم : الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة . . الحديث ، ثم ذكر البنين فلا يخلو حبهم إما أن يكون للتفاخر والزينة فهو داخل فيها ، وإما أن يكون لتكثير النسل وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهذا محمود ممدوح كما في الحديث : تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة .

قوله : والقناطير المقنطرة اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقوال ، فقال الضحاك : المال الجزيل ، وقيل : ألف دينار ، وقيل : ألف ومائتان ، وقيل : اثنا عشر ألفا ، وقيل : أربعون ألفا ، وقيل : سبعون ألفا ، وقيل : ثمانون ألفا ، وروى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القنطار اثنا عشر ألف أوقية ، كل أوقية خير مما بين السماء والأرض ، ورواه ابن ماجه أيضا ، وروى ابن أبي حاتم ، حدثنا أبي ، حدثنا عارم ، عن حماد ، عن سعيد الحرشي ، عن أبي نصرة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : القنطار ملء مسك الثور ذهبا ، وروي عن حماد مرفوعا والموقوف أصح ، وعن سعيد بن جبير : القنطار مائة ألف دينار .

قوله : " المقنطرة " مبنية من لفظ القنطار للتوكيد كقولهم : ألف مؤلفة وبدرة مبدرة .

قوله : والخيل المسومة أي : المعلمة والأنعام الأزواج الثمانية .

قوله : والحرث بمعنى الأراضي المتخذة للغراس والزراعة ، وروى أحمد من حديث سويد بن هبيرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : " خير مال امرئ مهرة مأمورة أو سكة مأبورة " المأمورة الكثيرة النسل ، والسكة النخيل المصطف ، والمأبورة الملقحة .

قوله : ذلك أي : المذكور متاع الحياة الدنيا أي : إنما هذه زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة .

قوله : والله عنده حسن المآب أي : حسن المرجع والثواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية