صفحة جزء
6078 وقوله تعالى : من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون


سيقت هاتان الآيتان بتمامهما في رواية الأصيلي وكريمة ، وفي رواية أبي ذر من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها الآيتان ، وفي رواية أبي زيد بعد قوله : وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها الآية ، ومثله للإسماعيلي ، لكن قال إلى قوله : وباطل ما كانوا يعملون

قوله : من كان إلى آخره على عمومها في الكفار وفي من يرائي بعمله من المسلمين ، وقال سعيد بن جبير : الآية فيمن عمل عملا يريد به غير الله جوزي عليه في الدنيا ، وعن أنس : هم اليهود والنصارى إن أعطوا سائلا أو وصلوا رحما عجل لهم جزاء ذلك بتوسعة في الرزق وصحة في البدن ، وقيل : هم الذين جاهدوا من المنافقين مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فأسهم لهم من الغنائم ، وقال الضحاك : يعني المشركين إذا عملوا عملا جوزوا عليه في الدنيا ، وهذا أبين لقوله تعالى : أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار

قوله : " نوف إليهم أعمالهم أي : نوصل إليهم أجور أعمالهم كاملة وافية وهو من التوفية ، وقرئ " يوف " بالياء على أن الفعل لله وبالياء على صيغة المجهول ، ويوفي بالتخفيف وإثبات الياء .

قوله : " فيها " أي : في الدنيا .

قوله : لا يبخسون من البخس وهو النقص .

قوله : وحبط أي : بطل يقال : حبط عمله يحبط وأحبطه غيره ، ومعنى حبط عملهم : ليس لهم ثواب لأنهم لم يريدوا به الآخرة .

قوله : وباطل ما كانوا يعملون أي : عملهم في نفسه باطل ، وقرئ " وبطل " على الفعل ، وعن عاصم " وباطلا " بالنصب .

التالي السابق


الخدمات العلمية