صفحة جزء
6088 40 - حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن إسماعيل ، حدثنا قيس قال : سمعت سعدا يقول : إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله ، ورأيتنا نغزو وما لنا طعام إلا ورق الحبلة وهذا السمر ، وإن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام خبت إذا وضل سعيي .


مطابقته للترجمة ظاهرة لأن فيه بيان عيش سعد وغيره على الوجه المذكور .

ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وإسماعيل هو ابن أبي خالد ، وقيس هو ابن أبي حازم ، وسعد هو ابن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه .

والحديث مضى في فضل سعد عن عمرو بن عوف ، وفي الأطعمة عن عبد الله بن محمد ، وأخرجه مسلم في آخر الكتاب عن يحيى بن حبيب ومضى الكلام فيه .

قوله : " لأول العرب " اللام فيه للتأكيد ، وفي رواية الترمذي : إني لأول رجل أهرق دما في سبيل الله .

قوله : " ورأيتنا " بضم التاء المثناة من فوق أي : ورأيت أنفسنا .

قوله : " نغزو " من الغزو في سبيل الله .

قوله : " الحبلة " بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة ، وقيل : بفتحها أيضا وهي ثمر السلم أو ثمر عامة العضاه ، وهي بكسر العين المهملة وتخفيف الضاد المعجمة شجر له شوك كالطلح والعوسج .

قوله : " السمر " بضم الميم شجر ، وفي مسلم: ما تأكل إلا ورق الحبلة وهذا السمر .

قوله : " ليضع " كناية عن التغوط أي : ليضع الذي يخرج منه عند التغوط .

قوله : " ما له خلط " بكسر الخاء المعجمة وسكون اللام يعني لا يختلط بعضه ببعض لجفافه وشدة يبسه الناشئ عن تقشف العيش .

قوله : " بنو أسد " قبيلة وهي أسد بن خزيمة .

قوله : " تعزرني " أي : تقومني بالتعليم على أحكام الدين وهو من التعزير وهو التوقيف على الأحكام والفرائض ، ومنه تعزير السلطان وهو التقويم بالتأديب .

قوله : " على الإسلام " ويروى على الدين .

قوله : " خبت " من الخيبة وهي الحرمان والخسران .

قوله : " وضل سعيي " ويروى : وضل عملي ، قيل : كيف جاز لسعد أن يمدح نفسه ومن شأن المؤمن ترك ذلك لورود النهي عنه ؟ وأجيب بأن الجهال لما عيروه بأنه لا يحسن الصلاة فاضطر إلى ذكر فضله والمدحة إذا خلت عن البغي والاستطالة ، وكان مقصود قائلها إظهار الحق وشكر نعمة الله لم يكره ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية