صفحة جزء
6100 52 - حدثني محمد بن عرعرة ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : أدومها وإن قل ، وقال : اكلفوا من الأعمال ما تطيقون .


كان ينبغي أن يتقدم هذا الحديث على الحديث الذي قبله ; لأنه خرج هذا جواب سؤالهم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ وسعد بن إبراهيم بن عبد الله بن عوف من جملة التابعين وفقهائهم وصالحيهم ، قوله : اكلفوا بفتح اللام وضمها ، وقال ابن التين : هو في اللغة بالفتح ورويناه بالضم ، يقال : كلفت به كلفا أولعت به وأكلفه غيره ، قاله الكرماني : والتكليف الأمر بما يشق عليك ، وقال بعضهم : ونقل بعض الشراح أنه روي بفتح الهمزة وكسر اللام من الإكلاف ، ورد بأنه لم يسمع أكلفه بالشيء ، قلت : الظاهر أنه أراد ببعض الشراح الكرماني ، ولم يقل الكرماني : أكلفه بالشيء ، وإنما قال : أكلفه غيره ، ومعناه أكلفه الشيء بدون الباء .

قوله : " ما تطيقون " في محل النصب ، وكلمة ما يجوز أن تكون مصدرية ، ويجوز أن تكون موصولة ، قيل : فيه إشارة إلى بذل المجهود وغاية السعي ، وهو خلاف المقصود من السياق ، وأجيب بأن المراد ما تطيقون عليه دائما ولا تعجزون عنه في المستقبل .

التالي السابق


الخدمات العلمية