صفحة جزء
6107 ( باب : ومن يتوكل على الله فهو حسبه


أي : هذا باب مترجم بقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وأصل التوكل من الوكول ، يقال : وكل أمره إلى فلان ، أي : التجأ إليه واعتمد عليه ، والتوكل تفويض الأمر إلى الله وقطع النظر عن الأسباب ، وليس التوكل ترك السبب والاعتماد على ما يجيء من المخلوقين ، لأن ذلك قد يجر إلى ضد ما يراد من التوكل ، وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله عن رجل جلس [ ص: 69 ] في بيته أو في مسجد وقال لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي ، فقال : هذا رجل جهل العلم ، فقد قال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم " إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي " وقال : " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ; تغدو خماصا وتروح بطانا " فذكر أنها تغدو وتروح في طلب الرزق ، قال : وكانت الصحابة رضي الله تعالى عنهم يتجرون ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية