صفحة جزء
6158 110 - حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا يونس بن محمد البغدادي ، حدثنا شيبان ، عن قتادة ، حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رجلا قال : يا نبي الله ، كيف يحشر الكافر على وجهه ؟ قال : أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة ! قال قتادة : بلى وعزة ربنا .


مطابقته للترجمة ظاهرة . وعبد الله بن محمد : هو الجعفي المعروف بالمسندي ، ويونس : هو ابن محمد المؤدب البغدادي ، وشيبان : بفتح الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وبالباء الموحدة ، ابن عبد الرحمن النحوي . والحديث مضى في التفسير ، وأخرجه مسلم في التوبة عن زهير بن حرب وغيره ، وأخرجه النسائي في التفسير عن الحسين بن منصور .

قوله : " كيف يحشر " على صيغة المجهول ، وهو إشارة إلى قوله عز وجل : ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ووقع في بعض النسخ " قال : يا نبي الله ، يحشر الكافر على وجهه " بدون لفظة " كيف " كأنه استفهام حذف أداته ، والحكمة في حشر الكافر على وجهه أنه يعاقب على عدم سجوده لله تعالى في الدنيا فيسحب على وجهه في القيامة ، إظهارا لهوانه . قوله : " أن يمشيه " بضم الياء من الإمشاء ، والمشي على حقيقته ، فلذلك استغربوه ، خلافا لمن زعم من المفسرين أنه مثل . قوله : " قال قتادة بلى وعزة ربنا " موصول بالسند المذكور ، فإن قلت : هل ورد في الحديث وقوع المشي على وجوههم في الدنيا أيضا . قلت : روى أبو نعيم من حديث عبد الله بن عمرو " ثم يبعث الله بعد قبض عيسى عليه السلام وأرواح المؤمنين بتلك الريح الطيبة نارا تخرج من نواحي الأرض تحشر الناس والدواب إلى الشام " وعن معاذ " يحشر الناس أثلاثا ، ثلثا على ظهور الخيل ، وثلثا يحملون أولادهم على عواتقهم ، وثلثا على وجوههم مع القردة والخنازير إلى الشام ، فيكون الذين يحشرون إلى الشام لا يعرفون حقا ولا فريضة ولا يعملون بكتاب ولا سنة ، يتهارجون هم والجن مائة سنة تهارج الحمير والكلاب ، وأول ما يفجأ الناس بعد من أمر الساعة أن يبعث الله ليلا ريحا فتقبض كل دينار ودرهم ، فيذهب به إلى بيت المقدس ، ثم ينسف الله بنيان بيت المقدس فينبذه في البحيرة المنتنة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية