صفحة جزء
637 60 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عبد الحميد صاحب الزيادي، قال: سمعت عبد الله بن الحارث، قال: خطبنا ابن عباس في يوم ذي ردغ فأمر المؤذن لما بلغ حي على الصلاة، قال: قل: الصلاة في الرحال، فنظر بعضهم إلى بعض فكأنهم أنكروا، فقال: كأنكم أنكرتم هذا، إن هذا فعله من هو خير مني، يعني النبي صلى الله عليه وسلم - إنها عزمة، وإني كرهت أن أحرجكم.


مطابقته للترجمة تفهم من قوله: (خطبنا) لأن ذلك كان يوم الجمعة، وكان يوم المطر، ومن قوله: (أيضا إنها عزمة) أي إن الجمعة متحتمة، ومع هذا كره ابن عباس أن يكلفهم بها لأجل الحرج.

[ ص: 194 ] (ذكر رجاله) وهم خمسة كلهم قد ذكروا، والحديث أيضا مضى في باب الكلام في الأذان، وأخرجه هناك عن مسدد عن حماد عن أيوب، وعبد الحميد صاحب الزيادي، وعاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث قال: خطبنا ابن عباس الحديث، وفي متني الحديث تفاوت يقف عليه المعاود، وقد ذكرنا هناك جميع تعلقات الحديث.

وشيخه هنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي بفتح الحاء المهملة والجيم، وكسر الباء الموحدة البصري، وقد تقدم في باب ليبلغ الشاهد الغائب في كتاب العلم.

قوله: ( ذي ردغ ) أي ذي وحل. قوله: ( الصلاة ) بالنصب أي الزموها، ويجوز بالرفع أي الصلاة رخصة في الرحال. قوله: ( كأنهم ) ويروى فكأنهم. قوله: ( إن هذا فعله ) على صيغة الماضي، ويروى هذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم. قوله: ( أن أحرجكم ) بضم الهمزة، وسكون الحاء المهملة، وكسر الراء، وفتح الجيم، ومعناه أن أؤثمكم من الإثم، وأحرجكم من الإحراج، وثلاثيه من الحرج، وهو الإثم، ويروى أن أخرجكم من الإخراج بالخاء المعجمة.

التالي السابق


الخدمات العلمية