صفحة جزء
6186 وقال إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا المغيرة بن سلمة ، حدثنا وهيب ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها . قال أبو حازم : فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال : حدثني أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها .


مطابقته للترجمة ظاهرة . وإسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه ، والمغيرة بن سلمة : بفتحتين المخزومي البصري ، ووهيب مصغر وهب ، ابن خالد البصري ، وأبو حازم سلمة بن دينار ، وسهل بن سعد بن مالك الأنصاري . والحديث أخرجه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم أيضا ، ولكنه قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وأخرجه البخاري معلقا .

قوله : " لشجرة " اللام فيه للتأكيد . قوله : " لا يقطعها " يعني : لا يبلغ إلى منتهى أغصانها . قوله : " قال أبو حازم " موصول بالسند المذكور ، والنعمان بن أبي عياش : بالياء آخر الحروف المشددة ، وبالشين المعجمة ، الزرقي التابعي المدني الثقة ، واسم أبي النعمان زيد بن الصامت ، قتل بأرض حمص سنة أربع وستين ، وكان عاملا لابن الزبير عليها . قوله : " حدثني أبو سعيد " كذا في رواية مسلم " حدثني " ، ويروى هنا " أخبرني " أيضا ، وأبو سعيد : هو الخدري رضي الله تعالى عنه . قوله : " الجواد " بفتح الجيم وتخفيف الواو ، وهو الفرس البين الجودة ، ويقال الجواد للذكر والأنثى ، من خيل جياد وأجواد وأجاويد ، وقال ابن فارس : الجواد : الفرس السريع . قوله : " المضمر " بفتح الضاد المعجمة وتشديد الميم ، من قولهم : ضمر الخيل تضميرا : إذا علفها القوت بعد السمن ، وكذلك أضمرها ، قاله الكرماني ، وقال ابن فارس : المضمر من الخيل أن يعلف حتى يسمن ثم يرده إلى القوت ، وذلك في أربعين ليلة ، وهذه المدة تسمى المضمار . وقال الداودي : المضمر هو الذي يدخل في بيت ويجعل عليه جله ويقل علفه لينقص من لحمه شيئا فيزداد جريه ويؤمن عليه أن يسبق ، قال : وكان للخيل المضمرة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أميال في السبق وما لم يضمر ميل .

التالي السابق


الخدمات العلمية