صفحة جزء
6205 [ ص: 136 ] وقول الله تعالى : إنا أعطيناك الكوثر


وقول الله بالجر عطف على قوله : " في الحوض الكوثر فوعل من الكثرة ، والعرب تسمي كل شيء كثير في العدد أو القدر والخطر كوثرا ، وعن سفيان بن عيينة قيل لعجوز آب ابنها من السفر : بما آب ابنك ؟ قالت : آب بكوثر يعني بمال كثير وهو اسم لحوض النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرناه ، وعن أنس رضي الله تعالى عنه في ذكر الكوثر هو حوض ترد عليه أمتي ، وقد اشتهر اختصاص نبينا صلى الله عليه وسلم بالحوض لكن أخرج الترمذي من حديث سمرة رفعه : إن لكل نبي حوضا ، وقال : اختلف في وصله وإرساله وأن المرسل أصح والمرسل أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح عن الحسن رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل نبي حوضا ، وهو قائم على حوضه بيده عصا يدعو من عرف من أمته ، ألا وإنهم يتباهون أيهم أكثر تبعا وإني لأرجو أن أكون أكثرهم تبعا ، وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن سمرة موصولا مرفوعا ، وفي إسناده لين فإن ثبت فالمختص بنبينا صلى الله عليه وسلم الكوثر الذي يصب من مائه في حوضه ، فإنه لم ينقل نظيره لغيره ، وقد امتن الله عز وجل عليه به في السورة المذكورة .

وقد أنكر الحوض الخوارج وبعض المعتزلة وممن كان ينكره عبيد الله بن زياد أحد أمراء العراق ، وهؤلاء ضلوا في ذلك وخرقوا إجماع السلف وفارقوا مذهب أئمة الخلف .

ورويت أحاديث الحوض عن أكثر من خمسين صحابيا منهم ابن عمر وأبو سعيد وسهل بن سعد وجندب وأم سلمة وعقبة بن عامر وابن مسعود وحذيفة وحارثة بن وهب والمستورد وأبو ذر وثوبان وأنس وجابر بن سمرة ، فهؤلاء أخرج عنهم مسلم وأبو بكر الصديق وزيد بن أرقم وأبو أمامة وعبد الله بن زيد وسويد بن جبلة وعبد الله الصنابحي والبراء بن عازب وأسماء بنت أبي بكر وخولة بنت قيس وابن عباس وكعب بن عجرة وبريدة وأبو الدرداء وأبي بن كعب وأسامة بن زيد وحذيفة بن أسيد وحمزة بن عبد المطلب ولقيط بن عامر وزيد بن ثابت والحسن بن علي وأبو بكرة وخولة بنت حكيم وحديث أبي بكر عند أحمد وأبي عوانة ، وحديث زيد بن أرقم عند البيهقي وغيره ، وحديث أبي أمامة عند ابن حبان وغيره ، وحديث عبد الله بن زيد عند البخاري ، وحديث سويد بن جبلة عند أبي زرعة الدمشقي في ( مسنده ) ، وحديث عبد الله الصنابحي عند أحمد وابن ماجه ، وحديث البراء بن عازب . . . . وحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنه عند البخاري ، وحديث خولة بنت قيس عند الطبراني ، وحديث ابن عباس عند البخاري ، وحديث كعب بن عجرة عند الترمذي والنسائي ، وحديث بريدة عند ابن أبي عاصم ، وأحاديث أبي بن كعب ، ومن ذكر معه إلى خولة بنت حكيم كلها عند ابن أبي عاصم وعرباض بن سارية عند ابن حبان وأبو مسعود البدري وسلمان الفارسي وسمرة بن جندب وعقبة بن عمرو عند الطبراني وخباب بن الأرت عند الحاكم والنواس بن سمعان عند ابن أبي الدنيا وعبد الرحمن بن عوف عند ابن منده ، وعثمان بن مظعون عند ابن كثير في ( نهايته ) ومعاذ بن جبل ولقيط بن صبرة عند ابن القيم في ( الحاوي ) وجابر بن عبد الله عند أحمد ، والبزار وعمر وعائذ بن عمرو وأبو برزة وأخو زيد بن أرقم ويقال : إن اسمه ثابت عند أحمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية