صفحة جزء
6208 160 - حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة قال : قال عبد الله بن عمرو : قال النبي صلى الله عليه وسلم : حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منها فلا يظمأ أبدا .


سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي المصري ، ونافع بن عمر الجمحي المكي ، وابن أبي مليكة عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة التيمي المكي يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص .

والحديث أخرجه مسلم أيضا في الحوض عن داود بن عمرو عن نافع به .

قوله : " حوضي مسيرة شهر " وفي رواية مسلم : مسيرة شهر وزواياه سواء .

قوله : " ماؤه أبيض من اللبن " قال المازري : مقتضى كلام النحاة أن يقال : أشد بياضا ، ولا يقال : أبيض من كذا ، ومنهم من أجازه في الشعر ، ومنهم من أجاز بقلة ، ويشهد له هذا الحديث وغيره ، وقال بعضهم يحتمل أن يكون ذلك من تصرف الرواة فقد وقع في رواية أبي ذر عند مسلم بلفظ أشد بياضا من اللبن . انتهى .

قلت : القول بأن هذا جاء من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أولى من نسبة الرواة إلى الغلط على زعم النحاة ، واستشهاده لذلك برواية مسلم لا يفيده لأنه لا مانع أن يكون النبي صلى الله تعالى عليه وسلم استعمل أفعل التفضيل من اللون فيكون حجة على النحاة .

قوله : " وريحه أطيب من المسك " وعند الترمذي من حديث ابن عمر : أطيب ريحا من المسك ، وعند ابن حبان في حديث أبي أمامة أطيب رائحة وزاد ابن أبي عاصم وابن أبي الدنيا في حديث بريدة : وألين من الزبد ، وزاد مسلم في حديث أبي ذر وثوبان : وأحلى من العسل ، وزاد أحمد في حديث ابن عمرو من حديث ابن مسعود : وأبرد من الثلج ، وعند الترمذي في حديث ابن عمر : وماؤه أشد بردا من الثلج .

قوله : " وكيزانه " جمع كوز .

قوله : " كنجوم السماء " الظاهر أن التشبيه في العدد ويحتمل أن يكون في الضياء ، وعند مسلم من حديث ابن عمر : فيه أباريق كنجوم السماء .

قوله : " من شرب منها " أي : من الكيزان ، وفي رواية الكشميهني : من شرب منه أي : من شرب من الحوض .

قوله : " فلا يظمأ أبدا " أي : فلا يعطش أبدا ، وزاد ابن أبي عاصم في حديث أبي بن كعب ومن صرف عنه لم يرو أبدا .

التالي السابق


الخدمات العلمية