صفحة جزء
6210 162 - حدثنا أبو الوليد ، حدثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وحدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، حدثنا أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف ، قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر [ ص: 140 ] الذي أعطاك ربك فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر - شك هدبة .


أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، وهمام هو ابن يحيى الأزدي .

وأخرج الحديث من طريقين :

الأول : عن أبي الوليد ، عن همام ، عن قتادة ، عن أنس .

والثاني : عن هدبة بن خالد إلى آخره ، وفيه صرح بتحديث الزهري عن أنس ، وفي الطريق الأول بالعنعنة .

قوله : " بينما أنا أسير في الجنة " كان هذا في ليلة الإسراء ، وصرح بذلك في تفسير سورة الكوثر ، وقال الداودي : إن كان هذا أي قوله : " إذا أنا بنهر " محفوظا دل على أن الحوض الذي يدفع عنه أقوام يوم القيامة غير النهر الذي في الجنة أو يكون هو الذي يراهم ، وهو داخل وهم من خارجها فيناديهم فيصرفون عنه ، وأنكر عليه بعضهم فقال : يغني عنه أن الحوض الذي هو خارج الجنة يمد من النهر الذي هو داخل الجنة فلا إشكال . انتهى .

قلت : هذا الذي قاله يحتاج إلى دليل أنه يمد من النهر الذي في الجنة ونقول أحسن من ذلك أن يقال : إن للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم حوضين أحدهما في الجنة والآخر يكون يوم القيامة ، وقد ذكرنا عن قريب قوله : " حافتاه " بتخفيف الفاء أي : جانباه ولا منافاة بين كونه نهرا أو الحوض لإمكان اجتماعهما .

قوله : " قباب الدر " القباب بكسر القاف وتخفيف الباء الموحدة الأولى جمع قبة من البناء ، ويجمع على قبب أيضا ، والدر جمع درة وهي اللؤلؤة .

قوله : " المجوف " أي : الخاوي .

قوله : " فإذا طينه " بكسر الطاء وسكون الياء آخر الحروف بعدها نون .

قوله : " أو طيبه " بكسر الطاء وسكون الياء آخر الحروف بعدها باء موحدة ، والشك فيه من هدبة شيخ البخاري .

قوله : " أذفر " بالذال المعجمة أي : الذكي الرائحة ، وقال ابن فارس : الذفر حدة الرائحة الطيبة والخبيثة .

التالي السابق


الخدمات العلمية