صفحة جزء
باب لا يقول : ما شاء الله وشئت ، وهل يقول : أنا بالله ثم بك ؟


أي : هذا باب مترجم بلفظ لا يقول الشخص في كلامه : ما شاء الله وشئت على صيغة المتكلم من الماضي .

قال الكرماني : يعني لا يجمع بينهما ، يعني بين قوله : " ما شاء الله " ، وقوله : " وشئت " لجواز كل واحد منهما مفردا ، وقال غيره : لأن الواو يشرك بين المعنيين وليس هذا من الأدب ، وقد روي في ذلك عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن ليقل : ما شاء الله ثم ما شاء فلان ، وإنما جاز دخول ثم مكان الواو لأن مشيئة الله مقدمة على مشيئة خلقه ، قال عز وجل : وما تشاءون إلا أن يشاء الله فهذا من الأدب ، وذكر عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أنه كان لا يرى بأسا أن يقول : ما شاء الله ثم شئت .

قوله : " وهل يقول : أنا بالله وبك " ذكره بالاستفهام لعدم ثبوت أحد الأمرين عنده ، وهما جواز القول بذلك وعدمه ، ولكن روى عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أنه كان يكره أن يقول : أعوذ بالله وبك حتى يقول : ثم بك ، والعلة في ذلك ما ذكرناه وهو أن بالواو يلزم الاشتراك ، وبكلمة ثم لا يلزم لأن مشيئة الله متقدمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية