صفحة جزء
6278 باب قول الله تعالى : وأقسموا بالله جهد أيمانهم


أي : هذا باب في قول الله تعالى : وأقسموا هذه الآية الكريمة في الأنعام وبعدها : لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها الآية ، وفي سورة النور : وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن الآية .

وقال الثعلبي : الآية الأولى نزلت في قريش ، قالوا : يا محمد تخبرنا عن موسى كان معه العصا يضرب بها الحجر فينفجر منه اثنتا عشرة عينا ، وتخبرنا عن عيسى أنه كان يحيي الموتى ، وتخبرنا أن ثمود كانت لهم ناقة ، فأتنا بشيء من الآيات حتى نصدقك . . . الحديث بطوله ، فأنزل الله تعالى : وأقسموا بالله أي : حلفوا بالله جهد أيمانهم أي : بجهد أيمانهم يعني : بكل ما قدروا عليه من الأيمان وأشدها لئن جاءتهم آية كما جاء من قبله من الأمم ليؤمنن بها الآية ، والآية الثانية نزلت في المنافقين كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم أينما كنت نكن معك إن أقمت أقمنا وإن خرجت خرجنا وإن جاهدت جاهدنا معك ، فقال الله تعالى : قل لهم : لا تقسموا طاعة معروفة بالقول واللسان دون الاعتقاد فهي معروفة منكم بالكذب أنكم تكذبون فيها قاله مجاهد ، وقال المهلب : قوله تعالى : وأقسموا بالله جهد أيمانهم دليل على أن الحلف بالله أكبر الأيمان كلها لأن الجهد شدة المشقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية