صفحة جزء
6287 40 - حدثنا خلاد بن يحيى ، حدثنا مسعر ، حدثنا قتادة ، حدثنا زرارة بن أوفى ، عن أبي هريرة يرفعه قال : إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم .


مطابقته للترجمة من حيث إن الوسوسة من متعلقات عمل القلب كالنسيان .

وخلاد بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام السلمي بضم السين المهملة ، ومسعر بكسر الميم وسكون السين وفتح العين المهملتين ابن كدام بكسر الكاف ، وزرارة بضم الزاي وتخفيف الراء الأولى ابن أوفى بفتح الهمزة وسكون الواو وبالفاء العامري قاضي البصرة .

والحديث مضى في الطلاق عن مسلم بن إبراهيم ، وفي العتاق عن محمد بن عرعرة ، وذكر الإسماعيلي أن الفرات بن خالد أدخل بين زرارة وبين أبي هريرة في هذا الإسناد رجلا من بني عامر وهو خطأ ، فإن زرارة من بني عامر ، فكأنه كان فيه عن زرارة رجل من بني عامر ، فظنه آخر وليس كذلك .

قوله : " يرفعه " أي : يرفع أبو هريرة الحديث إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقال الكرماني : إنما قال : يرفعه إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ليكون أعم من أنه سمعه منه أو من صحابي آخر سمعه منه . انتهى .

وقال بعضهم : ولا اختصاص لذلك بهذه الصيغة بل مثله في قوله : قال وعن ، وإنما يرفع الاحتمال إذا قال : سمعت أو نحوه .

قلنا : غرض هذا القائل تحريشه على الكرماني وإلا فلا حاجة إلى هذا الكلام لأنه ما ادعى الاختصاص ولا قوله ذلك ينافي غيره يعرف بالتأمل ، وذكر الإسماعيلي أن وكيعا رواه عن مسعر ولم يرفعه ، قال : والذي رواه ثقة ، فوجب المصير إليه .

قوله : " تجاوز لأمتي " وفي رواية هشام عن قتادة عن أمتي وهو أوجه .

قوله : " أو حدثت به " وفي رواية هشام : عما وسوست به ، وما حدثت به من غير تردد ، وكذا في رواية مسلم .

قوله : " أنفسها " بالنصب عند الأكثرين ، وعند بعضهم بالرفع .

قوله : " أو تكلم " بالجزم أراد أن الوجود الذهني لا أثر له وإنما الاعتبار بالوجود القولي في القوليات والعملي في العمليات ، قيل : لو أصر على العزم على المعصية يعاقب عليه لا عليها ، وأجيب بأن ذلك لا يسمى وسوسة ولا حديث نفس بل هو نوع من عمل القلب .

التالي السابق


الخدمات العلمية