صفحة جزء
6309 61 - حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن عابس ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله .


قال الكرماني : كيف دل الحديث على الترجمة ، ثم قال : لما كان التمر غالب الأوقات موجودا في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا شباعا منه علم أنه ليس أكل الخبز به ائتداما أو ذكر هذا الحديث في هذا الباب بأدنى ملابسة ، وهو لفظ المأدوم ولم يذكر غيره لأنه لم يجد حديثا بشرطه يدل على الترجمة ، أو هو أيضا من جملة تصرفات النقلة على الوجه الذي ذكروه ، انتهى .

قلت : ذكر فيه ثلاثة أوجه :

الوجه الأول : رده بعضهم بقوله هو مباين لمراد البخاري ولم يبين المراد ما هو ، قلت : حديث عبد الله بن سلام المذكور آنفا أقوى في الرد عليه .

الوجه الثاني : قال فيه بعضهم : إنه هو المراد لكن ينضم إليه ما ذكره ابن المنير والذي ذكره ابن المنير هو أنه قال : مقصود البخاري الرد على من زعم أنه لا يقال ائتدم إلا إذا أكل ما يصطبغ به ، انتهى ، قلت : الحديث لا يدل أصلا على رد الزاعم بهذا لأن لفظ مأدوم أعم من أن يكون الإدام فيه مما يصطبغ به أو لا يصطبغ به .

الوجه الثالث : بعيد جدا على ما لا يخفى .

ومحمد بن يوسف شيخ البخاري هو البخاري البيكندي ، وسفيان هو ابن عيينة ، وعبد الرحمن بن عابس بالعين المهملة وبالباء الموحدة المكسورة ، وبالسين المهملة يروي عن أبيه عابس بن ربيعة النخعي .

والحديث مضى في الأطعمة عن خلاد بن يحيى عن سفيان مطولا ، وهنا ذكر قطعة منه .

قوله : " تباعا " بكسر التاء أي متتابعة ، قوله : " حتى لحق بالله " كناية عن الموت .

وقال ابن كثير : أخبرنا سفيان ، حدثنا عبد الرحمن عن أبيه أنه قال لعائشة بهذا ، أي قال .

محمد بن كثير بالثاء المثلثة البصري وهو أحد مشايخ البخاري ، وسفيان هو الثوري ، وعبد الرحمن هو ابن عابس المذكور في الحديث السابق ، وإنما ذكره البخاري مذاكرة عن ابن كثير إشارة لدفع ما يتوهم من العنعنة في الطريق التي قبلها من الانقطاع ، وقد صرح في هذا الطريق لقوله أنه قال لعائشة أي أن عابسا والد عبد الرحمن قال لعائشة بهذا يعني سأل منها بعد أن لقيها عن هذا الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية