صفحة جزء
648 71 - حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك الأنصاري، وكان تبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وخدمه، وصحبه أن أبا بكر كان يصلي بهم في وجع النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الإثنين، وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - فنكص أبو بكر على عقبيه، [ ص: 205 ] ليصل الصف، وظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خارج إلى الصلاة فأشار إلينا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر فتوفي من يومه صلى الله عليه وسلم ).


مطابقته للترجمة ظاهرة في قوله: ( إن أبا بكر كان يصلي بهم )، ورجاله تقدموا، وأبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب ابن أبي حمزة، والزهري محمد بن مسلم بن شهاب . قوله: ( تبع النبي - صلى الله عليه وسلم -) ما ذكر المتبوع فيه ليشعر بالعموم أي تبعه في العقائد، والأقوال، والأفعال، والأخلاق. قوله: ( وخدمه ) أي، وخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما ذكر خدمته لبيان زيادة شرفه، وهو كان خادما له عشر سنين ليلا ونهارا، وذكر صحبته معه صلى الله تعالى عليه وسلم لأن الصحبة معه صلى الله تعالى عليه وسلم أفضل أحوال المؤمنين، وأعلى مقاماتهم. قوله: ( يوم الإثنين ) بالنصب أي كان الزمان يوم الاثنين، ويجوز أن تكون كان تامة، ويكون يوم الاثنين مرفوعا. قوله: ( وهم صفوف ) جملة اسمية، وقعت حالا، وكذا قوله: ( ينظر ) جملة وقعت حالا، ويروى فنظر. قوله: ( كأن وجهه ورقة مصحف ) الورقة بفتح الراء، والمصحف مثلثة الميم، ووجه التشبيه عبارة عن الجمال البارع، وحسن الوجه، وصفاء البشرة. قوله: ( يضحك ) جملة وقعت حالا تقديره فتبسم ضاحكا، وسبب تبسمه فرحه بما رأى من اجتماعهم على الصلاة واتفاق كلمتهم، وإقامتهم شريعته، ولهذا استنار وجهه، ويروى فضحك بفاء العطف. قوله: ( فهممنا ) أي قصدنا. قوله: ( فنكص أبو بكر ) أي رجع. قوله: ( ليصل الصف ) من الوصول لا من الوصل. قوله: ( الصف ) منصوب بنزع الخافض أي إلى الصف. قوله: ( فتوفي من يومه )، ويروى: وتوفي بالواو.

التالي السابق


الخدمات العلمية