صفحة جزء
6352 10 - حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا الزهري ، قال : أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : مرضت بمكة مرضا فأشفيت منه على الموت ، فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني ، فقلت : يا رسول الله ، إن لي مالا كثيرا وليس يرثني إلا ابنتي ، أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال : لا ، قال : [ ص: 238 ] قلت : فالشطر ؟ قال : لا ، قلت : الثلث ؟ قال : الثلث كبير ، إنك إن تركت ولدك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس ، وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك ، فقلت : يا رسول الله ، آأخلف عن هجرتي ؟ فقال : لن تخلف بعدي فتعمل عملا تريد به وجه الله إلا ازددت به رفعة ودرجة ، ولعل أن تخلف بعدي حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون لكن البائس سعد بن خولة ، يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة ، قال سفيان : وسعد بن خولة رجل من بني عامر بن لؤي .


مطابقته للترجمة في قوله : " ليس يرثني إلا ابنتي " ، والحميدي عبد الله بن الزبير بن عيسى نسبة إلى حميد بالضم أحد أجداده ، وسفيان هو ابن عيينة يروي عن محمد بن مسلم الزهري .

والحديث مضى في كتاب الجنائز في باب رثاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم سعد بن خولة ، فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص إلى آخره ، وأيضا مضى في كتاب الوصايا في باب أن تترك ورثتك أغنياء ، أخرجه فيه عن أبي نعيم عن سفيان ، وفي الباب الذي يليه عن قتيبة عن سفيان ، ومضى الكلام فيه هناك .

قوله : " فأشفيت " أي فأشرفت ، قوله : " مالا كثيرا " بالثاء المثلثة وبالباء الموحدة ، قوله : " فالشطر " بالجر والرفع ، قاله الكرماني ولم يبين وجههما .

قلت : أما الجر فبالعطف على قوله : " بثلثي مالي " ، وأما الرفع فعلى أنه مبتدأ وخبره محذوف تقديره فالشطر أتصدق به أي النصف .

قوله : " إن تركت " بكسر الهمزة وفتحها ، قوله : " خير " أي فهو خير ليكون جزاء للشرط ، قوله : " عالة " جمع عائل وهو الفقير ، قوله : " يتكففون " أي يمدون إلى الناس أكفهم للسؤال .

قوله : " أجرت " على صيغة المجهول من الأجر ، قوله : " وأخلف " على صيغة المجهول أي أبقى بمكة متخلفا عن الهجرة .

قوله : " ولعل " ، ويروى " ولعلك " استعمل هنا استعمال عسى ، قوله : " ويضر بك " على صيغة المجهول ، قوله : " البائس " بالباء الموحدة شديد الحاجة أو الفقير .

قوله : " يرثي " بكسر الثاء المثلثة أي يرق ويرحم ، قيل : هو كلام سعد ، وقيل : كلام الزهري ، وسعد بن خولة مات بمكة في حجة الوداع ، وتقدمت فيه مباحث في كتاب الجنائز .

التالي السابق


الخدمات العلمية