صفحة جزء
6356 وقرأ ابن عباس يا بني آدم واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، ولم يذكر أن أحدا خالف أبا بكر في زمانه وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرون .

وقال ابن عباس : يرثني ابن ابني دون إخوتي ، ولا أرث أنا ابن ابني .


أشار بقوله : " وقرأ ابن عباس يا بني آدم " إلى احتجاجه بأن الجد أب بقوله تعالى : يا بني آدم وبقوله تعالى واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فإنه أطلق على هؤلاء الأب مع أنهم أجداد .

وروى سعيد بن منصور من طريق عطاء عن ابن عباس قال : الجد أب ، وقرأ واتبعت ملة آبائي إبراهيم الآية .

قوله : " ولم يذكر " على صيغة المجهول ، قوله : " خالف أبا بكر " أي فيما قاله من الجد حكمه حكم الأب .

قوله : " وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " الواو فيه للحال ، قوله : " متوافرون " أي فيهم كثرة وعدد وهو إجماع سكوتي ، وممن قال مثل قول ابن عباس معاذ ، وأبو الدرداء ، وأبو موسى ، وأبي بن كعب ، وأبو هريرة ، وعائشة رضي الله تعالى عنهم .

ومن التابعين أيضا : عطاء ، وطاوس ، وشريح ، والشعبي .

وقال أيضا من الفقهاء عثمان البتي ، وأبو حنيفة ، وإسحاق ، وأبو ثور ، وداود والمزني ، وابن شريح .

وذهب عمر ، وعلي ، وزيد بن ثابت ، وابن مسعود إلى توريث الإخوة مع الجد لكن اختلفوا في كيفية ذلك ، وموضعه كتب الفرائض .

قوله : " وقال ابن عباس : يرثني " إلى آخره ، أراد به الإنكار أي لم لا يرث الجد ؟ فيكون ردا على من حجب الجد بالإخوة أو معناه : فلم لا يرث الجد وحده دون الإخوة ؟ كما في العكس فهو رد على من قال بالشركة بينهما .

وقال أبو عمر : وجه قياس ابن عباس أن ابن الابن لما كان كالابن عند عدم الابن ، كان أبو الأب عند عدم الأب كالأب .

التالي السابق


الخدمات العلمية