صفحة جزء
6421 5 - حدثنا محمد بن سلام ، أخبرنا عبد الله ، عن عبيد الله بن عمر ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه ، ورجل قلبه معلق في المسجد ، ورجلان تحابا في الله ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها قال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه .


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " ورجل دعته امرأة " إلى قوله : " ورجل تصدق " ولا يخفى فضل هذا عند الله تعالى .

قوله : " حدثنا محمد بن سلام " ويروى : حدثني محمد بن سلام ، وقد وقع في غالب النسخ محمد غير منسوب ، فقال أبو علي الغساني : وقع في رواية الأصيلي محمد بن مقاتل ، وفي رواية القابسي محمد بن سلام ، قال الكرماني : والأول هو الصواب .

قلت : لأنه قال : حدثنا محمد ، أخبرنا عبد الله هو ابن المبارك ، ومحمد بن مقاتل مشهور بالرواية عنه ، وكلاهما مروزيان ، وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وخبيب بضم الخاء المعجمة ، وفتح الباء الموحدة ، وسكون الياء آخر الحروف ، ثم باء موحدة ابن عبد الرحمن بن خبيب الأنصاري المدني ، وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه .

والحديث مضى في الزكاة عن مسدد ، وفي الصلاة ، وفي الرقاق عن محمد بن بشار ، ومضى الكلام فيه .

قوله : " إلا ظله " إضافة الظل إلى الله تعالى إضافة تشريف ; إذ الظل الحقيقي هو منزه عنه ; لأنه من خواص الأجسام ، وقيل ثمة محذوف ، أي ظل عرشه ، وقيل المراد منه الكنف من المكاره في ذلك الموقف الذي تدنو الشمس منهم ، ويشتد عليهم الحر ، ويأخذهم العرق ، يقال : فلان في ظل فلان ، أي في كنفه وحمايته ، قوله : " عادل " هو الواضع كل شيء في موضعه قوله : " وشاب " قيل لم يقل رجل لأن العبادة في الشاب أشق وأشد لغلبة الشهوات ، قوله : " في خلاء " أي في موضع هو وحده ، إذ لا يكون فيه شائبة الرياء ، قوله : " ففاضت عيناه " قيل : العين لا تفيض بل الدمع ، وأجيب بأنه أسند الفيض إليها مبالغة كقوله تعالى : ترى أعينهم تفيض من الدمع قوله : " في المسجد " أي بالمسجد ، ومعناه شديد الملازمة للجماعة فيه ، قوله : " تحابا " أصله تحاببا أدغمت الباء في الباء ، قال الكرماني : هو نحو تباعدا لا نحو تجاهلا ، قوله : " في الله " أي بسببه ، كما ورد في النفس المؤمنة مائة من إبل ، أي بسببها ، أي لا تكون المحبة لغرض دنيوي ، قوله : " ذات منصب " أي ذات حسب ونسب ، وخصصها بالذكر لكثرة الرغبة فيها ، قوله : " لا تعلم " يجوز بالرفع والنصب ، وذكر اليمين والشمال مبالغة في الإخفاء أي لو قدرت الشمال رجلا متيقظا لما علم صدقة اليمين لمبالغته في الإسرار ، وهذا في صدقة التطوع .

التالي السابق


الخدمات العلمية