صفحة جزء
6427 11 - حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا سلمة بن كهيل قال : سمعت الشعبي يحدث عن علي رضي الله تعالى عنه حين رجم المرأة يوم الجمعة ، وقال : قد رجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .


[ ص: 291 ] مطابقته للترجمة ظاهرة ، وآدم هو ابن أبي إياس وسلمة بن كهيل مصغر كهل ، والشعبي عامر بن شراحيل ، وعلي هو ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه .

وأخرجه النسائي في الرجم عن عمرو بن يزيد وغيره ، وقصتها أن عليا رضي الله تعالى عنه جلد شراحة يوم الخميس ، ورجمها يوم الجمعة ، فقيل له : أجمعت بين حدين عليها ؟ فقال : جلدتها بكتاب الله ، ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .

قلت : شراحة بنت مالك بضم الشين المعجمة ، وتخفيف الراء ، ثم حاء مهملة الهمدانية بسكون الميم ، وقال الحازمي بالحاء المهملة والزاي : لم تثبت الأئمة سماع الشعبي عن علي رضي الله تعالى عنه . وقيل للدارقطني سمع الشعبي عن علي ، قال : سمع منه حرفا ما سمع منه غير هذا .

فإن قلت : ذكر البخاري في كتاب الحيض ، ويذكر عن علي فذكر في الحيض أثرا صحيحا ، قالوا : إذا ذكر البخاري أثرا ممرضا كان غير صحيح عنده ، ولئن سلمنا ما قالوا ، فتكون رواية الشعبي عن علي منقطعة ; لأنه لا علة في السند الممرض غير رواية الشعبي عن علي .

قلت : لعل البخاري لم يصح عنده سماع الشعبي من علي إلا هذا الحرف كما ذكر الدارقطني ، فأتي به هنا مسندا ، والذي في الحيض لم يصح عنده سماع الشعبي منه فمرضه ، واحتج جماعة بأثر علي هذا على جواز الجمع بين الجلد والرجم ، وقال الحازمي ، وهو قول أحمد وإسحاق وداود وابن المنذر ، وقال الجمهور : لا يجمع بينهما ، وهو رواية عن أحمد ، وقالت طائفة : ندب الجمع إذا كان الزاني شيخا ثيبا لا شابا ثيبا ، وقالوا : إنه قول باطل .

التالي السابق


الخدمات العلمية