صفحة جزء
6434 18 - حدثنا محمود ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن جابر : أن رجلا من أسلم جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فاعترف بالزنا ، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى شهد على نفسه أربع مرات ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : أبك جنون قال : لا ، قال : آحصنت ، قال : نعم ، فأمر به فرجم بالمصلى ، فلما أذلقته الحجارة فر ، فأدرك فرجم حتى مات فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : خيرا وصلى عليه . لم يقل يونس وابن جريج ، عن الزهري فصلى عليه .


مطابقته للترجمة في قوله : " فرجم بالمصلى " ومحمود هو ابن غيلان بفتح الغين المعجمة المروزي ، وأكثر البخاري عنه ومعمر بفتح الميمين هو ابن راشد ، يروي عن محمد بن مسلم الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف .

والحديث أخرجه مسلم في الحدود عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، وأخرجه الجماعة ما خلا ابن ماجه .

قوله : " حدثنا محمود " هكذا في رواية أبي ذر ، وفي رواية الأكثرين : حدثني ، وفي رواية النسفي : حدثنا محمود بن غيلان ، بذكر أبيه صريحا قوله : " أن رجلا من أسلم اسمه ماعز بن مالك الأسلمي " ، وقد مر هكذا في حديث جابر أيضا ، عن قريب في باب رجم المحصن ، وليس في هذه الرواية التي مضت فرجم بالمصلى قوله : " فلما أذلقته " أي أقلقته ، وقد مر عن قريب قوله : " فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم خيرا " أي ذكره بجميل ، ووقع في حديث سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، عند مسلم فكان الناس فيه ، أي في ماعز فرقتين ، فقائل يقول : لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته ، وقائل يقول : ما توبة أفضل من توبة ماعز الحديث إلى أن قال : لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم ، وفي حديث أبي هريرة عند النسائي : لقد رأيته بين أنهار الجنة ينغمس ، قال : يعني يتنعم ، وفي حديث جابر عند أبي عوانة : لقد رأيته يتخضخض في أنهار الجنة ، وفي حديث اللجاج عند أبي داود والنسائي : لا تقل له خبيث لهو عند الله أطيب من ريح المسك ، وفي حديث أبي ذر عند أحمد : قد غفر له ، وأدخله الجنة .

قوله : " وصلى عليه " هكذا وقع هنا عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق ، وقال المنذري : رواه ثمانية أنفس عن عبد الرزاق ، فلم يذكروا قوله : " فصلى " .

[ ص: 296 ] عليه ، ورواه محمد بن يحيى الذهلي وجماعة عن عبد الرزاق فقالوا في آخره : ولم يصل عليه ، والجمع بين الروايتين بأن رواية المثبت مقدمة على رواية النافي أو يحمل رواية من قال : ولم يصل عليه يعني حين رجم لم يصل عليه ، ثم صلى عليه بعد ذلك ، ويؤيده ما رواه عبد الرزاق من حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف في قصة ماعز ، قال : فقيل : يا رسول الله أتصلي عليه قال : لا قال : فلما كان من الغد قال : صلوا على صاحبكم فصلى عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم والناس ، فهذا الحديث يجمع الاختلاف .

قوله : " لم يقل يونس " يعني ابن يزيد وابن جريج يعني عبد الملك بن عبد العزيز عن محمد بن مسلم الزهري ، فصلى عليه ، فرواية يونس وصلها البخاري في باب رجم المحصن ، ولفظه : " فأمر به فرجم ، وكان قد أحصن " ، ورواية ابن جريج رواها مسلم مقرونة برواية معمر ، ولم يسق المتن ، وأحاله على رواية إسحاق شيخ مسلم في سنده ، فلم يذكر فيه فصلى عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية