صفحة جزء
6538 18 - قال أبو عبد الله ، وقال الليث : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك، فكدت أساوره في الصلاة، فانتظرته حتى سلم، ثم لببته بردائه أو بردائي فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت له: كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها، فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني [ ص: 91 ] سورة الفرقان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا عمر، فقرأت، فقال: هكذا أنزلت، ثم قال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه .


مطابقته للترجمة من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤاخذ عمر بتكذيبه هشاما ، ولا بكونه لببه بردائه وأراد الإيقاع به، بل صدق هشاما في نقله، وعذر عمر في إنكاره.

وأبو عبد الله هو البخاري نفسه، وليس هذا في كثير من النسخ، بل قال بعد الترجمة، وقال الليث : هذا تعليق منه.

ومضى هذا الحديث في الأشخاص في باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، أخرجه عن عبد الله بن يوسف عن مالك ، عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: سمعت عمر بن الخطاب . .. إلخ، وليس فيه ذكر المسور بن مخرمة ، ومضى الكلام فيه.

ووصل هذا التعليق الإسماعيلي عن عبد الله بن صالح كاتب الليث عنه، ويونس شيخ الليث فيه هو ابن يزيد ، وقد تقدم في فضائل القرآن وغيره من رواية الليث أيضا موصولا لكن عن عقيل لا عن يونس ، وقال بعضهم – وهم مغلطاي ومن تبعه - في أن البخاري رواه عن سعيد بن عفير عن الليث عن يونس . قلت: أراد بقوله "ومن تبعه" صاحب التوضيح، وهو شيخه، وقد أدمج ذكره هنا.

قوله " أساوره " بالسين المهملة، أي أواثبه وأحمل عليه، وأصله من السورة، وهو البطش.

قوله: "ثم لببته " من التلبيب، وهو جمع الثياب عند الصدر في الخصومة والجد.

قوله: "أو بردائي " شك من الراوي.

قوله: " على سبعة أحرف " أي على سبعة لغات هي أفصح اللغات، وقيل: الحرف الإعراب، يقال: فلان يقرأ بحرف عاصم أي بالوجه الذي اختاره من الإعراب، وقيل: توسعة وتسهيلا لم يقصد به الحصر، وفي الجملة قالوا: هذه القراءات السبعة ليس كل واحد منها واحدا من تلك السبع، بل يحتمل أن تكون كلها واحدا من اللغات السبعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية