صفحة جزء
6578 26 - حدثنا عبيد بن إسماعيل ، حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية ، فلما جاء حاسبه ، قال: هذا مالكم وهذا هدية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا ؟ ثم خطبنا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال: أما بعد ، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله ، فيأتي فيقول: هذا مالكم ، وهذا هدية أهديت لي ، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته ؟ والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة ، فلا أعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر ، ثم رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه ، يقول: اللهم هل بلغت ؟ بصر عيني وسمع أذني.


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " وهذا هدية " ، قال المهلب : حيلة العامل ليهدى له تقع بأن يسامح بعض من عليه الحق ، فلذلك قال: هلا جلس في بيت أبيه وأمه ، لينظر هل يهدى له ؟ ويقال: احتيال العامل هو بأن ما أهدي له في عمالته يستأثر به ولا يضعه في بيت المال ، وهدايا العمال والأمراء هي من جملة حقوق المسلمين.

وأبو أسامة: حماد بن أسامة ، وهشام هو ابن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير عن أبي حميد بضم الحاء: عبد الرحمن ، وقيل: المنذر ، الساعدي الأنصاري .

والحديث مضى في الهبة عن عبد الله بن محمد ، وفي النذور عن أبي اليمان ، وفي الزكاة عن يوسف بن موسى ، ومضى الكلام فيه في الزكاة.

قوله: " ابن اللتبية " بضم اللام وسكون التاء المثناة من فوق وبالباء الموحدة وياء النسبة ، وقيل: بفتح التاء المثناة من فوق ، وقيل: بالهمزة المضمومة بدل اللام ، واسمه عبد الله .

قوله: " فلا أعرفن " نهي للمتكلم صورة ، وفي المعنى نهي لقوله "أحدا" ، ويروى: فلأعرفن ، أي والله لأعرفن.

قوله: " رغاء " هو صوت ذات الخف.

قوله: " تيعر " بالكسر ، وقيل: بالفتح ، من اليعار بضم الياء آخر [ ص: 125 ] الحروف ، وتخفيف العين المهملة ، وهو صوت الشاة.

قوله: " بياض إبطيه " ويروى بالإفراد.

قوله: " بصر عيني " بلفظ الماضي ، وكذلك لفظ "سمع" أي أبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم ناطقا ورافعا يديه وسمعت كلامه ، وهو قول أبي حميد الراوي له ، وقال عياض : ضبط أكثرهم بسكون الصاد وبسكون الميم ، وفتح الراء والعين ، مصدرين مضافين ، وهو مفعول "بلغت" ، وهو مقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية