صفحة جزء
وقوله تعالى: إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم

وقوله تعالى: يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نـزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين


"وقوله" بالجر عطف على ما قبله، وسيقت هذه الآيات كلها إلى قوله " بالصالحين " في رواية كريمة ، وفي رواية أبي ذر والنسفي ساق إلى ساجدين ثم قال: إلى قوله " عليم حكيم " .

قوله ( إذ قال ) أي: اذكر حين قال يوسف لأبيه، يعني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام .

قوله أحد عشر كوكبا نصب على التمييز، وأسماؤها: جرثان، والطارق، والذيال، وذو الكتفين، وذو القابس، ووثاب، وعمودان، والفليق، والمصبح، والضروج، وذو الفرغ .

قوله رأيتهم لي ساجدين ولم يقل رأيتها ساجدة ; لأنه لما وصفها الله بما هو خاص بالعقلاء وهو السجود، أجرى عليها حكمهم كأنها عاقلة، ورأى يوسف عليه السلام هذا وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل: كان بين رؤيا يوسف ومصير إخوته إليه أربعون سنة، وقيل: ثمانون .

قوله على إخوتك وهم يهوذا وروبيل وريالون وشمعون ولاوي ويشجر ودينه دان ونفتال وجاد وآشر .

قوله فيكيدوا لك أي: فيبغوا لك الغوائل ويحتالوا في هلاكك .

قوله يجتبيك أي: يصطفيك .

قوله من تأويل الأحاديث يعني تعبير الرؤيا .

قوله ويتم نعمته عليك يعني يوصل لك نعم الدنيا بنعمة الآخرة .

قوله وعلى آل يعقوب أي: أهله، وهم نسله وغيرهم .

قوله ( أبويك ) أراد بهما الجد وأبا الجد .

قوله هذا تأويل رؤياي وهو قوله: إني رأيت أحد عشر كوكبا .

قوله أحسن بي يقال أحسن إليه وبه .

قوله من البدو أي: من البادية ; لأنهم كانوا أهل عمل وأصحاب مواش ينتقلون في المياه والمناجع .

قوله من بعد أن نـزغ الشيطان أي: أفسد بيننا وأغوى .

قوله لطيف ذو لطف وصنع لما يشاء، عالم بدقائق الأمور .

قوله من الملك أي: ملك مصر ، و "تأويل الأحاديث" تعبير الرؤيا .

قوله فاطر السماوات يعني يا فاطر السماوات والأرض .

قوله أنت وليي أي: متولي أمري .

قوله توفني يعني اقبضني إليك وألحقني بالصالحين يعني بآبائي الأنبياء عليهم السلام، ثم توفاه الله تعالى بمصر ودفن في النيل في صندوق من رخام، ومات وعمره مائة وعشرون سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية