صفحة جزء
6661 21 - حدثنا محمد، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، سمعت أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار.


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح) ، فإن فيه معنى الحمل عليه.

أخرجه، عن محمد ، قال [ ص: 187 ] الكرماني هو الذهلي . وكذا جزم به أبو علي الجياني بأنه محمد بن يحيى الذهلي .

وقال بعضهم: يحتمل أن يكون محمد بن رافع ، فإن مسلما أخرج هذا الحديث، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق .

قلت: الاحتمال بعيد، فإن إخراج مسلم هذا الحديث، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق لا يستلزم إخراج البخاري كذلك، ومعمر - بفتح الميمين - ابن راشد ، وهمام - بالتشديد - ابن منبه .

والحديث أخرجه مسلم في الأدب عن محمد بن رافع .

قوله: (لا يشير) نفي، ويجوز لا يشر بصورة النهي.

قوله: (فإنه) أي: فإن الذي يشير لا يدري لعل الشيطان ينزغ بالغين المعجمة، قال الخليل في الغين : نزغ الشيطان بين القوم نزغا حمل بعضهم على بعض بالفساد، ومنه: من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي وفي رواية الكشميهني بالعين المهملة، ونقل عياض عن جميع رواة مسلم بالعين المهملة، ومعناه يرمي بيده ويحقق الضربة، ومن رواه بالمعجمة قال: هو من الإغراء، أي: يزين له تحقق الضربة.

قوله: (فيقع في حفرة من النار) كناية عن وقوعه في المعصية التي تفضي به إلى دخول النار.

وفي الحديث النهي عما يفضي إلى المحذور وإن لم يكن المحذور محققا سواء كان ذلك في جد أو هزل، وروى الترمذي من رواية خالد الحذاء ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة مرفوعا: من أشار إلى أخيه بحديدة لعنته الملائكة . وقال: حديث حسن صحيح غريب.

التالي السابق


الخدمات العلمية