صفحة جزء
6678 39 - حدثنا معاذ بن فضالة، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أحفوه بالمسألة، فصعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم المنبر، فقال: لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم، فجعلت أنظر يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لاث رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه، فقال: يا نبي الله، من أبي؟ فقال: أبوك حذافة، ثم أنشأ عمر، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، نعوذ بالله من سوء الفتن، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط؛ إنه صورت لي الجنة والنار، حتى رأيتهما دون الحائط.

قال قتادة: يذكر هذا الحديث عند هذه الآية: ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم



مطابقته للترجمة في قوله: " نعوذ بالله من شر الفتن ".

ومعاذ - بضم الميم - ابن فضالة بفتح الفاء وتخفيف الضاد المعجمة، وهشام هو الدستوائي . والحديث مضى في الدعوات، عن حفص بن عمر .

قوله: " حتى أحفوه " بالحاء المهملة، أي ألحوا عليه في السؤال وبالغوا.

قوله: " ذات يوم المنبر " ، وفي رواية الكشميهني " على المنبر ".

قوله: " لاث رأسه " هكذا في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره: فإذا كل رجل رأسه في ثوبه. ولاث بالثاء المثلثة من اللوث، وهو الطي والجمع، ومنه: لثت العمامة ألوثها لوثا.

قوله: " فأنشأ رجل " أي بدأ بالكلام.

قوله: " كان إذا لاحى " بالحاء المهملة أي إذا جادل وخاصم يدعى إلى غير أبيه، يعني يقولون له يا ابن فلان، وهو خلاف أبيه.

قوله: " فقال: أبوك حذافة " في رواية معتمر : سمعت أبي عن قتادة عند الإسماعيلي ، واسم الرجل خارجة . وقيل: قيس بن حذافة . وقيل: المعروف أن القائل عبد الله بن حذافة أخو خارجة .

قوله: " من سوء الفتن " بضم السين وبالهمزة، وفي رواية الكشميهني : من شر الفتن بفتح الشين المعجمة وتشديد الراء.

قوله: " صورت " على صيغة المجهول، وفي رواية الكشميهني صورت لي.

قوله: " دون الحائط " أي عنده.

قوله: " قال قتادة يذكر " بضم الياء وسكون الذال وفتح الكاف، ووقع في رواية الكشميهني : يذكر على صيغة المعلوم، وهذا أوجه.

التالي السابق


الخدمات العلمية