صفحة جزء
6683 44 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا شقيق، سمعت [ ص: 202 ] حذيفة يقول: بينا نحن جلوس عند عمر؛ إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟ قال: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره يكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: ليس عن هذا أسألك، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين ، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: بل يكسر، قال عمر: إذا لا يغلق أبدا؟ قلت: أجل، قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم، كما أعلم أن دون غد ليلة؛ وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأله: من الباب، فأمرنا مسروقا، فسأله، فقال: من الباب؟ قال: عمر.


مطابقته للترجمة ظاهرة. وعمر بن حفص يروي عن أبيه حفص بن غياث ، عن سليمان الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، عن حذيفة بن اليمان .

والحديث مضى في الصلاة في باب المواقيت مطولا، وفي الزكاة عن قتيبة ، عن جرير ، وفي الصوم، عن علي بن عبد الله . ومضى الكلام فيه.

قوله: " ليس عليك " وفي رواية الكشميهني : عليكم بالجمع.

قوله: " بينك وبينها بابا مغلقا " قيل: قال هذا، ثم قال آخر: أهو الباب؟ وأجيب بأن المراد بين زمانك وحياتك وبينها، أو الباب بدل عمر ، وهو بين الفتنة وبين نفسه.

قوله: " أيكسر الباب أم يفتح " قال ابن بطال : أشار بالكسر إلى قتل عمر ، وبالفتح إلى موته، وقال عمر : إذا كان بالقتل فلا تسكن الفتنة أبدا .

قوله: " كما أعلم أن دون غد ليلة " أي: علما ضروريا.

قوله: " بالأغاليط " جمع الأغلوطة، وهي الكلام الذي يغالط به ويغالط فيه.

قوله: " فأمرنا " أي قلنا أو طلبنا.

وفيه أن الأمر لا يشترط فيه العلو، والاستعلاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية