صفحة جزء
6708 70 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم، عن صالح، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: إنه أعور، وإن الله ليس بأعور.


مطابقته للترجمة ظاهرة. وإبراهيم هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ، وصالح هو ابن كيسان وابن شهاب محمد بن مسلم الزهري ، وسالم هو ابن عبد الله يروي عن أبيه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم.

قوله: " وما من نبي إلا وقد أنذره قومه " زاد في رواية معمر : لقد أنذره نوح قومه ، وفي رواية أبي داود والترمذي : لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال . فإن قلت: هذا مشكل؛ لأن الأحاديث قد ثبتت أنه يخرج بعد أمور ذكرت، وأن عيسى عليه السلام يقتله بعد أن ينزل من السماء ، فيحكم بالشريعة المحمدية. قلت: كان وقت خروجه أخفي عن نوح ومن بعده، فكأنهم أنذروا به، ولم يذكر لهم وقت خروجه، فحذروا قومهم من فتنته.

قوله: " إنه أعور " إنما اقتصر على هذا مع أن أدلة الحدوث في الدجال ظاهرة، لكن العور أثر محسوس يدركه العالم والعامي ومن لا يهتدي إلى الأدلة العقلية، فإذا ادعى الربوبية وهو ناقص الخلقة، والإله يتعالى عن النقص، علم أنه كذاب.

التالي السابق


الخدمات العلمية