صفحة جزء
6731 14 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه، فقال له معقل: إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة، إلا لم يجد رائحة الجنة.


مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وأبو الأشهب جعفر بن حيان - بالحاء المهملة والياء آخر الحروف المشددة - العطاردي، والحسن هو البصري ، وعبيد الله بن زياد بن أبي سفيان الذي كان أمير البصرة في زمن معاوية ، وولده يزيد ، ومعقل - بفتح الميم وإسكان العين وكسر القاف - ابن يسار - ضد اليمين - المزني - بالزاي والنون - سكن البصرة ، وابتنى بها دارا، وإليه ينسب نهر معقل الذي بالبصرة ، شهد بيعة الحديبية ، وتوفي بالبصرة في آخر خلافة معاوية . وقيل: إنه توفي أيام يزيد بن معاوية .

والحديث أخرجه مسلم في الإيمان، عن القاسم بن زكريا وعن يحيى بن يحيى .

قوله: " استرعاه " أي استحفظه.

قوله: " فلم يحطها " بفتح الياء وضم الحاء وسكون الطاء المهملتين، من الحياطة، وهي الحفظ والتعهد، أي: لم يحفظها، ولم يتعهد أمرها.

قوله: " بنصيحة " كذا في رواية المستملي ، وفي رواية غيره: بنصحه بضم النون وضم الصاد وبالضمير في آخره.

قوله: " إلا لم يجد رائحة الجنة " وفي رواية مسلم : إلا حرم الله عليه الجنة ، وفي رواية الطبراني من حديث عبد الله بن مغفل : وعرفها يوجد يوم القيامة من مسيرة سبعين عاما ، ويروى بدون لفظ إلا، وهو مشكل؛ لأن مفهوم الحديث أنه يجدها، وهو عكس المقصود. قال الكرماني : إن إلا مقدرة؛ أي: إلا لم يجد، أو الخبر محذوف أي ما من عبد كذا إلا حرم الله عليه الجنة.

وقوله: " لم يجد " استئناف كالمفسر له، أو " ما " ليست للنفي، وجاز زيادة: " من " للتأكيد عند بعض النحاة، والكلام عند وجود "إلا" ظاهر.

التالي السابق


الخدمات العلمية