صفحة جزء
6751 34 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا العقدي، حدثنا شعبة، عن سعيد بن أبي بردة قال: سمعت أبي قال: بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أبي ومعاذ بن جبل إلى اليمن، فقال: يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا، فقال له أبو موسى: إنه يصنع بأرضنا البتع، فقال: كل مسكر حرام.


[ ص: 251 ] مطابقته للترجمة في قوله: " وتطاوعا ".

والعقدي هو عبد الملك بن عمرو بن قيس ، ونسبته إلى العقد - بفتحتين - وهم قوم من قيس ، وهم صنف من الأزد . وسعيد بن أبي بردة - بضم الباء الموحدة - عامر بن عبد الله أبي موسى الأشعري .

والحديث مرسل؛ لأن أبا بردة من التابعين سمع أباه وجماعة آخرين من الصحابة، كان على قضاء الكوفة ، فعزله الحجاج ، وجعل أخاه مكانه، مات سنة أربع ومائة. والحديث مضى في أواخر المغازي في بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قبل حجة الوداع؛ فإنه أخرجه هناك من طرق. ومضى الكلام فيه.

قوله: " بعث النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - أبي " القائل هو أبو بردة ، وأبوه أبو موسى الأشعري .

قوله: " يسرا ولا تعسرا " أي: خذا بما فيه اليسر، وأخذهما ذلك هو عين تركهما للعسر.

قوله: " وبشرا " أي: بما فيه تطييب للنفوس " ولا تنفرا " بما لا يقصد إلى ما فيه الشدة.

قوله: " وتطاوعا " أي: تحابا؛ فإنه متى وقع الخلاف وقع التباغض.

قوله: " فقال له " أي: فقال للنبي - صلى الله تعالى عليه وسلم " إنه يصنع بأرضنا البتع " والدليل على أن القائل للنبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - أبو موسى ما تقدم في آخر المغازي الذي ذكرناه الآن، عن أبي موسى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه إلى اليمن ، فسأله عن أشربة تصنع بها، فقال: وما هي؟ قال: البتع والمزر . والبتع: بكسر الباء الموحدة وسكون التاء المثناة من فوق وبالعين المهملة، وقد فسره أبو بردة في الحديث الذي تقدم بأنه نبيذ العسل، والمزر - بكسر الميم وسكون الزاي وبالراء - نبيذ الشعير.

قوله: " فقال " أي: رسول الله - صلى الله عليه وسلم " كل مسكر حرام " وقال صاحب التوضيح: فيه رد على أبي حنيفة ومن وافقه. قلت: هذا كلام ساقط سمج، ففي أي موضع قال أبو حنيفة : إن المسكر ليس بحرام حتى يشنع هذا التشنيع الباطل؟!

التالي السابق


الخدمات العلمية