صفحة جزء
6756 39 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا، فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نعده نفاقا.


مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو نعيم الفضل بن دكين .

قوله: " قال أناس " سمي منهم عروة بن الزبير ومجاهد وأبو إسحاق الشيباني ، ووقع عند الحسن بن سفيان من طريق معاذ ، عن عاصم ، عن أبيه: دخل رجل على ابن عمر ، أخرجه أبو نعيم من طريقه.

قوله: " على سلطاننا " وفي رواية الطيالسي ، عن عاصم : سلاطيننا بصيغة الجمع.

قوله: " فنقول لهم " أي: نثني عليهم، وفي رواية الطيالسي : [ ص: 255 ] " فنتكلم بين أيديهم بشيء " وفي رواية عروة بن الزبير عند الحارث بن أبي أسامة قال: أتيت ابن عمر ، فقلت: إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء، فيتكلمون بشيء نعلم أن الحق غيره، فنصدقهم، فقال: كنا نعد هذا نفاقا، فلا أدري كيف هو عندكم .

قوله: " كنا نعده " من العد، هكذا في رواية أبي ذر ، وله عن الكشميهني : كنا نعد هذا، وعند ابن بطال : كنا نعد ذلك بدل هذا.

قوله: " نفاقا " لأنه إبطان أمر وإظهار أمر آخر، ولا يراد به أنه كفر، بل إنه كالكفر، ولا ينبغي لمؤمن أن يثني على سلطان أو غيره في وجهه وهو عنده مستحق للذم ، ولا يقول بحضرته خلاف ما يقوله إذا خرج من عنده؛ لأن ذلك نفاق كما قال ابن عمر ، وقال فيه - صلى الله تعالى عليه وسلم -: شر الناس ذو الوجهين ... الحديث؛ لأنه يظهر لأهل الباطل الرضا عنهم، ويظهر لأهل الحق مثل ذلك؛ ليرضي كل فريق منهم، ويريد أنه منهم، وهذه المذاهب محرمة على المؤمنين. فإن قلت: هذا الحديث وحديث أبي هريرة الذي يأتي الآن يعارضان قوله - صلى الله تعالى عليه وسلم - للذي استأذن عليه: بئس ابن العشيرة، ثم تلقاه بوجه طلق وترحيب . قلت: لا يعارضه؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يقل خلاف ما قاله عنه، بل أبقاه على التجريح عند السامع، ثم تفضل عليه بحسن اللقاء والترحيب؛ لما كان يلزمه - صلى الله تعالى عليه وسلم - من الاستئلاف، وكان يلزمه التعريف لخاصته بأهل التخليط والتهمة بالنفاق.

التالي السابق


الخدمات العلمية