صفحة جزء
6805 7 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تحاسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار ، يقول : لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ، ورجل آتاه الله مالا ينفقه في حقه ، فيقول : لو أوتيت مثل ما أوتي لفعلت كما يفعل .


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " لو أوتيت " لأن فيه التمني .

وجرير هو ابن عبد الحميد ، والأعمش سليمان ، وأبو صالح ذكوان الزيات .

والحديث يأتي في التوحيد ، وأخرجه النسائي في كتاب العلم عن إسحاق بن إبراهيم .

قوله : " إلا في اثنتين " أي في خصلتين ، ويروى في اثنين أي في شيئين ، قوله : " رجل آتاه الله " المضاف فيه محذوف أي خصلة رجل ، قوله : " آناء الليل ، وفي رواية المستملي من آناء الليل بزيادة من ، قوله : " يقول لو أوتيت " أي سامعه يقول لو أوتيت أي لو أعطيت ، وظاهره أن القائل هو الذي أوتي القرآن وليس كذلك ، وإنما معناه ما ذكرناه وأوضحه في فضائل القرآن ، ولفظه " فسمعه جار له فقال : ليتني أوتيت " إلى آخره ، قوله : " لفعلت " أي لقرأت أولا ولأنفقت ثانيا ، قيل هذا غبطة لا حسد ، وأجيب بأن معناه لا حسد إلا فيهما لكن هذان لا حسد فيهما فلا حسد ، كقوله تعالى : لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى قال الكرماني : والحديث مر في كتاب العلم ، قلت : ليس كذلك لأن الذي مضى في كتاب العلم من حديث عبد الله بن مسعود " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها .

التالي السابق


الخدمات العلمية