صفحة جزء
6812 14 - حدثنا علي ، حدثنا سفيان ، قال عمرو : حدثنا عطاء ، قال : أعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعشاء ، فخرج عمر فقال : الصلاة يا رسول الله ، رقد النساء والصبيان ، فخرج ورأسه يقطر ، يقول [ ص: 9 ] لولا أن أشق على أمتي أو على الناس ، وقال سفيان أيضا : على أمتي ; لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة .

وقال ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أخر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة ، فجاء عمر فقال : يا رسول الله رقد النساء والولدان ، فخرج وهو يمسح الماء عن شقه يقول : إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي .

وقال عمرو : حدثنا عطاء ليس فيه ابن عباس ، أما عمرو فقال : رأسه يقطر .

وقال ابن جريج : يمسح الماء عن شقه .

وقال عمرو : لولا أن أشق على أمتي .

وقال ابن جريج : إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي .

وقال إبراهيم بن المنذر : حدثنا معن ، حدثني محمد بن مسلم ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .


قيل : لا مطابقة هنا بين الحديث والترجمة ; لأن الترجمة معقودة على لو ، وفي هذا الحديث لولا ، ولو لامتناع الشيء لامتناع غيره ، ولولا لامتناع الشيء لوجود غيره ، فبينهما بون بعيد ، وأجيب بأن مآل لولا إلى لو ; إذ معناه لو لم تكن المشقة لأمرتهم ، ويحتمل أن يقال أصله لو زيد عليه لا .

وقد ذكر في هذا الباب تسعة أحاديث في بعضها النطق بلو وفي بعضها لولا .

وشيخ البخاري هنا علي بن عبد الله بن المديني ، وسفيان هو ابن عيينة ، وعمرو هو ابن دينار ، وعطاء هو ابن أبي رباح .

قوله : " قال أعتم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم " أي قال عطاء : أعتم النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى قوله : " قال ابن جريج " مرسل ، وشرح المتن فيه مضى في الصلاة ولنذكر بعض شيء . قوله : " أعتم " أي أبطأ واحتبس ، أو دخل في ظلمة الليل ، قوله : " الصلاة" منصوب على الإغراء ويجوز الرفع على تقدير هي الصلاة أي وقتها ، قوله : " يقطر " أي ماء ، قوله : " لولا أن أشق " بضم الشين أي لولا أن أثقل عليهم وأدخلهم في المشقة .

قوله : " وقال سفيان " هو ابن عيينة الراوي ، قوله : " قال ابن جريج " إلى قوله : " وقال عمرو " مسند ، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وهو ليس بتعليق بل هو موصول بالسند المذكور ، قوله : " والولدان " جمع وليد وهو الصبي ، قوله : " إنه للوقت " أي إن هذا الوقت وقت الصلاة ، واللام مفتوحة ، أي لولا أن أشق عليهم لحكمت بأن هذه الساعة هي وقت صلاة العشاء ، قوله : " وقال عمرو " أي ابن دينار " حدثنا عطاء " أي ابن أبي رباح " ليس فيه " أي في سنده عبد الله بن عباس .

قوله : " أما عمرو " إلى قوله : " وقال إبراهيم " إشارة إلى اختلاف لفظ عمرو ولفظ ابن جريج فيما روياه ، فقال عمرو : رأسه يقطر ، وقال ابن جريج : يمسح الماء عن شقه ، وكذا اختلافهما فيما بعد ذلك حيث قال عمرو : " لولا أن أشق على أمتي " ، وقال ابن جريج : " إنه للوقت " .

قوله : " وقال إبراهيم بن المنذر " على وزن اسم الفاعل من الإنذار ابن عبد الله بن المنذر أبو إسحاق الحزامي المديني ، وهو أحد مشايخ البخاري ، روى عنه في غير موضع ، وروى عن محمد بن أبي غالب حديثا في الاستئذان ، وإبراهيم هذا يروي عن معن بفتح الميم وسكون العين المهملة وبالنون ابن عيسى القزاز بالقاف وتشديد الزاي الأولى ، عن محمد بن مسلم الطائفي ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن عباس ، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وهذا موصول بذكر ابن عباس ، وهو مخالف لتصريح سفيان بن عيينة عن عمرو بأن حديثه ليس فيه ابن عباس ، قيل : هذا يعد من أوهام الطائفي وهو موصوف بسوء الحظ ، قلت : إذا كان الأمر كما قال هذا القائل فكيف رضي البخاري بإخراجه عنه موصولا .

التالي السابق


الخدمات العلمية