صفحة جزء
6819 وقول الله تعالى : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون
" وقول الله تعالى " بالجر عطف على المضاف إليه في باب ما جاء أي وفي بيان قول الله تعالى ، وساق الآية كلها في رواية كريمة ، وفي رواية غيرها " وقول الله تعالى : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة الآية " وأول الآية قوله تعالى : وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر الآية ، وسبب نزول هذه الآية أن الله لما أنزل في حق المنافقين ما أنزل بسبب تخلفهم عن الغزاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمنون : والله لا نتخلف غزوة يغزوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سرية أبدا ، فلما أرسل السرايا بعد تبوك نفر المؤمنون جميعا وتركوه صلى الله عليه وسلم وحده ، فنزلت هذه الآية ، ولفظها لفظ الخبر ومعناه الأمر ، والمعنى : ما كان لهم أن ينفروا جميعا بل ينفر بعضهم ويبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض ، قوله : " فلولا نفر " يعني فحين لم يكن نفير الكافة ولم يكن مصلحة فهلا نفر من كل فرقة منهم طائفة ، قال الزمخشري : أي من كل جماعة كثيرة جماعة قليلة منهم يكفونهم النفير " ليتفقهوا في الدين " أي ليتكلفوا الفقاهة فيه " ولينذروا قومهم " بعلمهم إذا رجعوا إليهم أي النافرين " إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " إرادة أن يحذروا الله فيعملوا عملا صالحا ، والكلام في الطائفة ، ومراد البخاري أن لفظ طائفة يتناول الواحد فما فوقه ولا يختص بعدد معين ، وهو منقول عن ابن عباس والنخعي ومجاهد وعطاء وعكرمة ، وعن ابن عباس أيضا : من أربعة إلى أربعين ، وعن الزهري : ثلاثة ، وعن الحسن : عشرة ، وعن مالك : أقل الطائفة أربعة ، وعن عطاء : اثنان فصاعدا ، وقال الراغب : لفظ طائفة يراد بها الجمع والواحد طائف ويراد بها الواحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية