صفحة جزء
6819 21 - حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، حدثنا مالك قال : أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون ، فأقمنا عنده عشرين ليلة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيقا ، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا ، فأخبرناه قال : ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم ، وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها ، وصلوا كما رأيتموني أصلي ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم .


مطابقته للترجمة في قوله : " فليؤذن أحدكم " لأن أذان الواحد يؤذن بدخول الوقت والعمل به .

وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي ، وأيوب هو السختياني ، وأبو قلابة بكسر القاف عبد الله بن زيد الجرمي ، ومالك هو ابن الحويرث بضم الحاء المهملة وفي آخره ثاء مثلثة ابن حشيش بشينين معجمتين على وزن عظيم ، من بني سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، حجازي سكن البصرة ومات بها سنة أربع وسبعين .

والحديث بعين هذا الإسناد والمتن قد مضى في الصلاة في باب الأذان للمسافر ، وقد كرر هذا الحديث بلا فائدة جديدة ، ومضى الكلام فيه هناك .

قوله : " أتينا النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم " أي وافدين عليه ، قوله : " ونحن شببة " بشين معجمة وباءين موحدتين وفتحات جمع شاب وهو من كان دون الكهولة ، قوله : " متقاربون " أي في السن ، ووقع عند أبي داود " متقاربون في العلم " وعند مسلم " متقاربون في القراءة " ، قوله : " رقيقا " بقافين ويروى بفاء وقاف ، وعند مسلم بقافين فقط ، قوله : " اشتهينا أهلنا " وفي رواية الكشميهني " أهلينا " بكسر اللام وزيادة الياء جمع أهل ، وفي الصلاة " اشتقنا إلى أهلنا " والمراد بالأهل الزوجات أو أعم من ذلك ، قوله : " سألنا بفتح اللام ، والضمير المرفوع فيه يرجع إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، قوله : " ارجعوا إلى أهليكم " إنما أذن لهم بالرجوع لأن الهجرة كانت قد انقطعت بعد الفتح فكانت الإقامة بالمدينة باختيار الوافد ، قوله : " وعلموهم " أي الشرائع " ومروهم " بالإتيان بالواجبات والاجتناب عن المحرمات ، قوله : " أحفظها أو لا أحفظها " ليس شكا بل هو تنويع ، وقائل هذا هو أبو قلابة ، قوله : " وصلوا كما رأيتموني أصلي " أي من جملة الأشياء التي حفظها أبو قلابة عن مالك هو قوله صلى الله عليه وسلم هذا ، قوله : " فإذا حضرت الصلاة " أي فإذا دخل وقتها ، قوله : " أكبركم " أي أفضلكم أو أسنكم ، وعند النسائي في الفضيلة .

التالي السابق


الخدمات العلمية