صفحة جزء
6859 وقوله تعالى : لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم


" وقوله " بالجر عطفا على قوله : " ما يكره " وكأنه استدل بهذه الآية على المدعى من الكراهة ، وفي سبب نزولها اختلاف ، فقال سعيد بن جبير : نزلت في الذين سألوا عن البحيرة والسائبة والوصيلة ، ألا ترى أن ما بعدها ما جعل الله من بحيرة وقال الحسن البصري : سألوه عن أمور الجاهلية التي عفا الله عنها ، ولا وجه للسؤال عما عفا الله عنها ، وقيل كان الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيه ينازعه رجلان ، فأخبره بأنه منهما ، واعلم أن السؤال عن مثل هذا لا ينبغي وأنه أظهر فيه الجواب ساء ذلك السائل وأدى ذلك إلى فضيحته ، وقيل : إنما نهى في هذه الآية لأنه وجب الستر على عباده رحمة منه لهم وأحب أن لا يقترحوا المسائل ، وقال المهلب : وأصل النهي عن كثرة السؤال والتنطع في المسائل مبين في قوله تعالى في بقرة بني إسرائيل حين أمرهم الله بذبح بقرة ، فلو ذبحوا أي بقرة كانت لكانوا مؤتمرين غير عاصين ، فلما شددوا شدد الله عليهم ، وقيل أراد النهي عن أشياء سكت عنها ; فكره السؤال عنها لئلا يحرم شيئا كان مسكوتا عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية