صفحة جزء
6860 61 - حدثنا إسحاق ، أخبرنا عفان ، حدثنا وهيب ، حدثنا موسى بن عقبة ، سمعت أبا النضر ، يحدث عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس ثم فقدوا صوته ليلة فظنوا أنه قد نام ، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم ، فقال : ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم حتى خشيت أن يكتب عليكم ولو كتب عليكم ما قمتم به ، فصلوا أيها الناس في بيوتكم ، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة .


مطابقته للترجمة للجزء الثاني ، وهي إنكاره صلى الله عليه وسلم ما صنعوا من تكلف ما لم يأذن لهم فيه من الجمعية في المسجد في صلاة الليل .

وشيخه إسحاق هو ابن منصور ، وقال الجياني : لعله ابن منصور أو ابن راهويه ، وعفان هو ابن مسلم الصفار ، ووهيب هو ابن خالد ، وأبو النضر بفتح النون وسكون المعجمة سالم بن أبي أمية ، وبسر بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة ابن سعيد مولى الحضرمي من أهل المدينة .

والحديث مضى في كتاب الصلاة عن عبد الأعلى بن حماد ، ومضى الكلام فيه .

قوله : " اتخذ حجرة " بالراء ، وفي رواية المستملي بالزاي وهما بمعنى ، قال الكرماني : اتخذ حجرة أي حوط موضعا في المسجد بحصير يستره من الناس ليصلي فيه ، قوله : " ليالي " أي من رمضان وذلك كان في التراويح ، قوله : " من صنيعكم " بفتح الصاد وكسر النون ، وفي رواية السرخسي " من صنعكم " بضم الصاد وسكون النون ، قوله : " أن يكتب " أي أن يفرض ، قوله : " إلا المكتوبة " أي إلا المفروضة ، فإن قلت : صلاة العيد ونحوها شرع فيها الجماعة في المسجد ، قلت : لها حكم الفريضة لأنها من شعار الشرع ، فإن قلت : تحية المسجد وركعتا الطواف ليس البيت فيهما أفضل ، قلت : العام قد يخص بالأدلة الخارجية وتحية المسجد لتعظيم المسجد فلا تصح إلا فيه ، وما من عام إلا وقد خص إلا قوله تعالى : والله بكل شيء عليم

التالي السابق


الخدمات العلمية